مهارة الذكاء العاطفي، مهارة نادرة، لا يتقنها إلا القلة من الناس ممن كانت لهم تجارب قاسية أو قراءات عميقة كثيرة، وأسفار ورحلات متكررة، لكن الأندر منها، هي مهارة اسميها بمهارة ذكاء القلب، حين يصل الشخص إلى مستوى عالي جدا من الذكاء العاطفي الذي يمكنه من امتلاك الحياد التام في المشاعر، والوصول إلى نقطة عدم الحكم على الأخرين مهما كان اختلافنا عنهم، حتى أننا يمكن أن نفهم مشاعر العدو، والمجرم، والمريض، والأحمق والأرعن، دون وضعهم في خانة الشرير أو الضعيف أو غيرها..
الطريقة الوحيدة لاكتساب هذه المهارة، هي القراءة المستسلمة بدون تشنج أو صراع مع الأفكار، هي السماح لأنفسنا بالغرق والاستسلام لمشاعر وأفكار وانفعالات التي نعيشها داخل كل كتاب وكل رواية نقرأها، نسمح لأنفسنا بتشرب كل الشخصيات التي نقرأ عنها ونعيش في جلبابها ونضح شخصياتنا الحقيقة وراء باب الغرفة، فنعيش دور الناسك ودور الشيطان، الأم والحماية، اللص والشرطي، العاشق والوحيد. الخ، ونعيش حياتهم ونشعر بقلوبهم، ونبكي مع من يبكي حتى لو كان الشرير، ونتألم مع المريض، ونخاف مع الخائف..
هذا الاستسلام لعيش عوالم لا تشبهنا، يخلق لنا قدرة على استيعاب عوالم الاخرين دون الحكم عليهم، لأننا نعلم أن ما يعيشونه أيضا حقيقي، ببساطة يخلق منا هذا الاستسلام شخصا حياديا غير متزمتة، بل شخصا وفياً للشخصيات التي قرأها، لأنه كان ذات رواية أو ذات قصيدة وذات نص، واحد من تلك الشخصيات هو أيضا.
وحتى ننقل ذكاء القلب إلى الأخرين، علينا أن نعلمهم كيف يقرأوا باستسلام هم أيضا، كيف يتركون جلودهم ويلبسون جلود غيرهم حتى يشعروا بها ثم يتحرروا من الحكم عليهم للأبد.
أخبرني عن طريقتك في زيادة ذكاء قلبك، هل توجد طرق أخرى لزيادة ذكاء القلب خصوصا للأشخاص الذين لا يقرأون؟
التعليقات