يدعونا هذا المفهوم للتفكير في كيفية تأثير المسافات على فهمنا للآخرين، وطريقة تفاعلنا مع الأفكار والمشاعر، فكلما زادت المسافة، زادت الحاجة إلى استراتيجيات ذكية للتواصل، تتضمن الإستماع الفعّال والتعاطف والتفهم.

  • دعونا نقرأ بحسب الدراسات، فأن أكبر مُسبب للحوادث المرورية بعد السرعة والإنشغال هو عدم ترك مسافة كافية بيننا وبين السيارة التي أمامنا! فالإقتراب الشديد يفقد السائق القدرة على السيطرة ، ولا يعطية فرصة للتصرف في أي موقف طارئ!

قيس على هذا علاقتنا مع الآخرين ،فالإقتراب الشديد من البشر يولد توترات ومللًا، فالإحتكاك الدائم يحرق العلاقات، لا تضرب حصارًا عاطفيًا على من تحب، حتى لا تخسره بكثرة الإتصالات والرسائل ، لا تلغِ المسافة باسم الحب.

أدعى لحفظ الود، وزرع المهابة، ارسم حدودك بوضوح ،وبصراحة مع الآخرين، بين لهم ما يعجبك ومالا يعجبك ، حدد مواعيد الإتصال، وحدد الأمور التي لا تفضل الحديث عنها.

وفي المقابل احترم حدود الآخرين ومسافاتهم؛ لا تقترب مالم يسمحوا فتهان، ولا تجعل من نفسك استثناءً دون غيرك عن طريق الترجي أو الإستعطاف.

قيل الحب هو ذكاءُ المسافة، ألا تقترب كثيرًا فتلغي اللهفة، ولا تبتعد طويلًا فتنسى، أترك التعلق فهو طريق لسقوط الشخصية لآنه يجعلك تقع في خطأ اقتحام المسافات وتجاوز الحدود.

فقليل من المسافات والحواجز ستجعلك تشعر بقيمتك وكيانك، وستسعَدُ معها بالحياة ، وستحس بقدر إنسانيتك.

إدارة المسافات حكمة ونعمة عظيمة لمن تمكن منها، والجهل بها غفلة.