يكبر القلب مثل طفل صغير، يجب التعامل بحذر في كل شيء، وعندما نسمح بالتمادي في أنانيته يعطينا درسًا للأبد، تتركه يصبح أنانيًا ذات مرة، رغم آدراككَ بأن أنانية القلوب متعبة جدًا، فيستحوذ عليك ويقودك خلفه دون هوادة.

يجري بك نحو المجهول، يسعى خلف سراب الحب الضائع، لشخص يعلم بأنه لن يكون لك في يوم، يحاول القرب منه أكثر، سرقة أكبر قدر من وقته، أخذ كمية الأمان التي يحتويها قربه حماية اللحظات معه من الضياع، ملئ صدرك برائحته وسجنها هناك بين الشعب الهوائية والحجاب الحاجز، يدون كل ضحكاته، صور حياته، ذكرياتك معه، ويخزنها في ذاكرته الخائنة بوضوح، ثم تمضي بهذا الروتين نحو حتفك المؤكد، وعندما تداهمك لحظة الفصل، في تلك الوداعات الناقصة التي تخلق بداخلك انسانًا يلوح إلى الأبد، عندما تذهب إليها وحدك، ولا تجد أحد في إنتظارك، وجئت مجددًا ولكن لا أحدٌ هُنالِكَ في انتظارك جئت قبلُ وجئتُ بعدُ وأنا وحدي في درب الضياع، أنادي فترد الصحراء صوتي برياحها، ومشيت ومشىٰ الخوفُ بيّ ومشيَتُ بهِ حافيًا ناسيًا ذكرياتي الصغيرة، والاحلام الوردية، وفي كل خطوة يحاول قلبي التشبث بكل شيء في طريقه، يصرخ مثل طفل، بداخله بقايا، أمل، وسنين آلم، يرفض نسيأن ما أراده من الغد، يقده الفراق من دبر، ينظر للفراغ بعيون دامعه، ثم يهدا للحظة، ويغرق في صمته، سائلًا نفسه: كيف تغيب الأشياء التي بدت وكأنّها ستبقى إلى الأبد؟