الشئ الأهم في التواصل هو الاستماع إلى ما لا يقال

12

التعليقات

لغة الجسد كعلم بالشكل الذي يتم الترويج له لا محل له من الصحة, إلا أن لغة الجسد كما ذكرتها عفيفة جزء لا يتجزء من العملية التواصلية للبشر بل وحتى لبقية الكائنات, فالبشر تظهر على ملامح وجههم عواطفهم اللحظية, كالفرح والابتسام والحزن والبكاء والغضب والتفاجؤ والتقزز... وهذا ليس من العبث, فهي ملامح وجه موحدة بين كل الكائنات البشرية لأن الدماغ يتحكم بها, هذا بالإضافة لحركات جسدية أخرى عديدة من المفترض أننا جميعا قادرين على فهمها.

على الإنسان التعبير عن مشاعره قولا ولا يُعوّل أن يفهم الآخرون صمته, لأن فهم المتلقي قد يكون قاصرا, يفسر الصمت حسب فهمه الشخصي ونظرته للحدث في آنه, فقد يفسر الصمت على أنه ندم في حين هو بواقع الأمر تجاهل أو غضب أو حزن...

ما تعانين منه من صمت عن الأذى من باب الكبرياء ليس خللا لأنه نتاج تربيتنا بمجتمعاتنا التي تقصي التعبير عن العواطف والمشاعر وتكبتها, فنحن لم نتعود على التعبير عن عواطفنا, بل يتم التعبير فقط عن المشاعر التي لها قبول بالمجتمع حسب أعرافه, تعلي مجتمعاتنا من مشاعر القوة وتكبت وتحتقر مشاعر الضعف.

هنا نبذة عن بعض سمات شخصية أفراد المجتمعات السلطوية:

لقد قرأت المقالة، لكن لم أفهم أمرا ...

هل تقصد أن صمتي هو عبارة عن إنعكاس نابع عن كوني شخصية سلطوية؟! أم تقصد أنه ناتج عن كوني أنتمي لمجتمع سلطوي؟

في الواقع محتويات المقال ليس لها علاقة بشخصيتي 😅

هههههه وهل سأقول لك أنت سلطوية مستبدة, خذي اقرئي عن شخصيتك!

أقصد أن بعض سماتنا هي نتاج مجتمعاتنا السلطوية الأبوية والتي من مميزاتها محاربة المحفزات الداخلية وكبت المشاعر والعواطف.

نحن في وسطنا العائلي نعاني من قصور في التعبير عن مشاعرنا, لا نتبادل عبارات تصف ما يجول بخاطرنا إلا فيما ندر وبين أفراد بعينهم, لا نمارس هذا بأريحية في كل وسطنا العائلي, لأنه دائما علينا إظهار القوة وليس الضعف, التحدث عن الكره وليس الحب, لابأس من إظهار الغضب والعصبية ولكن لا يجب إظهار الحزن والبكاء.

ههههه لا تؤاخذني 😂

أوافقك الرأي خاصة في مسألة إظهار الغضب بدل الحزن والبكاء...

إن جوهر التواصل السليم مع الآخرين هو محاولة فهم صمتهم ، ليس علينا فقط أن نلاحظ ردات الفعل الواضحة والمتجسدة فعلياً في قول كلمة أو إشارة باليد أو ملامح الوجه

علينا أن نحاول الاستماع الى الاعماق الساكنة

لكن أنا أرى أن هذه المحاولات لفهم صمتنا لا تأتي سوى من المحبين لنا , الراغبين في فهم كل تفاصيلنا ومشاعرنا والوقوف عليها ، لن تأتي سوى من الشخص المهتم بك والراغب في الشعور بما تشعر به أنت

لن تأتي من العلاقات السطحية التي يعتريها النفاق أو المحاباة أو حتى الرسمية الزائدة .

يقول الصمت ما لا يقوله النطق، قد لا يقوله صوتا، وإنما شعورا مؤثرا، ومثلما نفهم من صمت الآخر أشياء كثيرة (نفسية في المقام الأول)، يفهم الآخر عنا ذلك أيضا، أما عن سؤالك: هل الصمت أبلغ من الكلام، أو العكس، فلا يمكن الجزم بأحد الرأيين، لأن المواقف تختلف، هناك مواقف يكون الصمت فيها مُعبرا أكثر من الكلام، وهناك مواقف تفرض علينا الكلام للإبانة والإفصاح.

المقولة في محلها، لان التواصل اما يكون لفظيا مسموعا او غير لفظي ولا نعني به ان نفهم الصمت لا، اظن انه يقصد الايماءات، تعبيرات الوجه، ردات فعل الحركية.

لانه لو لاحظنا ان اللفظ الذي نقوله يمكن ان نكذب فيه ولا نكون صادقين في التعبير، لكن تعبيرات وجهنا الغير ارادية هي التي تكشفنا على حقيقتنا.

لذلك اذا كنا نريد ان نفهم الشخص الواقف امامنا فلابد ان نسمع لما يقوله ولما لا يقوله لنخرج بما يريد ان يصل اليه، مثلا حك الرأس تبين ان الشخص غير صادق فيما يقول، النظر للاسفل يظهر الشخص غير واثق بنفسه، النظر الى العيون يظهر ان الشخص يهتم بالموضوع الذي نحدثه عنه وهكذا..

لكن هناك مسألة ذكرتني بها من خلال تعليقك، وهي متعلقة بلغة الجسد، هناك أقوال لا أدري مدى صحتها تفترض أن علم لغة الجسد ليس صحيحا، أقصد ان إيماءات الجسد لا تكون دائما بنفس المعنى من شخص لآخر، هذا يأخذنا لمواصل أخرى 😅

حسب فهمي للقول : "ما لا يقال" ترجمتها للجانب الذي لا يباح به من مشاعر وأحوال النفس... لم يخطر ببالي أن يكون القصد هو إيماءات الجسد مثلا، ثم إني أصدق ان لغة الجسد توصل معناها بدون إدراك أو علم بها، مثلا جدي لم يقرأ لغة الجسد لكن عندما كان يرى الشخص يمشي وتلتصق قدماه بالأرض ببطئ كان يعطيه ذلك إنطباعا بأنه شخص كسول أو متعب ربما، لأنه لا يمشي مستقيما وبدون إحداث صوت يوحي بالتثاقل. هل فهمت قصدي؟

فى كل الأحوال كثرة الكلام فى أى جهة عرضة لكسب كثير من الأخطاء والطبع الصامت مصطلح أراه جيد الوصف لكن تعميمه على الدوام أعتقد ليس هذا المطلوب .. أن يكون المرء محاسبا لما ينطق .. واعيا لما يصف .. حساسا لتعبيرات الآخرين .. قارئا للغة العيون.. حريصا أن مايتفوه به ليس هراء وعبث .. فبالتأكيد تلك صفات الناجحين والمؤثرين.. بل العظماء

هل تتفق بهذا على ان القول الأفلاطوني ليس صحيحا دائما؟

تقصدين بالقول الأفلاطونى القول الفلسفى .. أم القول المائل للشعارات

آسفة أخطات في التعليق، قصدت المقولة التي ذكرتها سابقا: "أهم ما في التواصل هو الإستماع لما لا يقال"... هل تتفق إذن أن الطبع الصامت ليس مشكلة لصاحبه حتى لو كان يؤرقه من ناحية التعبير عما يشعر به؟

إذا كان يؤرقه من ناحية تعبيره عما يشعر به صار مشكلة .. الماهر من عرف متى يستمع ومتى يتحدث وكيف يعبر عن إنطباعه بموقفه دون الكلام

فهمت قصدك، يعني التوازن بين الصمت و الكلام...

التوازن بين وقت الصمت ووقت الكلام ..

أرى عزيزتي هاجر أن الصمت في بعض الأحيان يشعل سوء الفهم بين الطرفين. قد مررت سابقاً بموقف ما وقررت الصمت وصديقتي أيضاً قررت الصمت. ومن ثم عاتبتها على الموقف، ووضحت لي أسبابها التي لو لم تخبرني بها لربما لم أكن أفكر كذلك. نحن لا نقرأ النوايا والنفوس والأفكار ومعرضين لسوء الفهم. لذلك، يجب علينا البوح في بعض المواقف. ولكن من جهة أخرى، يجب أن يكون البوح بمقدار معين لا يقلل من شأننا ولا يهدر كرامتنا.

إن لم يقال كيف سأسمعه؟

هو فعلا أمر منتشر جدا. أن يقول الناس شيئا وهم يقصدون شيئا آخر أو يقولون أشياء وبين كلماتهم معاني أخرى أو مختلفة تماما يريدون إيصالها.

أجده أمرا متعبا جدا. فأنا أقصد ما أقول وأقول ما أقصد. وليس لدي شيء مخفي بين كلماتي.

بالتالي أيضا أفهم من الناس ما يقولونه فقط. لا ما يقصدونه ويخفونه بين السطور.

أشجعك أن تكوني أكثر تعبيرا وصدقا وصراحة في أقوالك. لكن إن رأيت أن من تتحدثين معه لن يفهم ولن يستوعب أساسا. فلربما الصمت هنا أفضل من اللعب بالكلمات وإخفاء المعاني بينها.

ذكرتي قولك بمقولة أظن أنها لزيوس :

"Always say what you mean and mean what you say because those who matter don't mind and those who mind don't matter"

المعنى: "دائما قل ما تقصد وإقصد ما تقول، لأن الذين يهتمون لن يمانعوا، والذين يمانعون غير مهمين"

تعجبني هذه المقولة جدا، لكن أحيانا من الصعب تطبيقها كما هي بهذا الوضوح 😅

هناك من خلق طبيعيا هكذا يطبقها. فهذا أسلوبه أو شخصيته. وربما مع الوقت والخبرة والعمر زاد الأسلوب وضوحا في كل أوجه حياته. لأن الاهتمام بمن لا يفهمنا يقل، ويقل صبرنا على الاحتمال.

هذا سيفقد المرء أناسا كثر للأسف لإساءة فهمه من طرفهم، ويخلق له مشاكل كثيرة في محيطه.

أعطيك مثلا بسيطا، إن قال لي شخص ما: أشعر بالبرد. سأكتفي بفهم أنه يشعر بالبرد. لن أفهم أنه يريد أن أعطيه بطانية أو أساعده في شيء. لن أفهم بين كلماته ما يريد. وهذا مؤسف ربما، لا أدري حقا. لكنه الواقع.

سأفهم ما يريد إن قال لي: أشعر بالبرد، من فضلك ناولني بطانية.

وأظن الأمر بسيطا ويمكنه قول ذلك. لكن الأغلبية لا تفعل. وتريد من الشخص الذي تخاطبه أن يفهم ما بين السطور. طيب لم لا نكون واضحين ودقيقين ونريح الجميع من عناء فك الألغاز :)

أنا شخصيا؛ إذا قال لي شخص أشعر بالبرد، أفكر مباشرة في الحلول، و أحضرها له إن إستطعت... لكن هل الآخرون يكون رد فعلهم مثلي؟ليس دائما

مثالك توضيحي فقط، لكن لك أن تتخيلي كمية التعب عندما تضعين توقعا أن شخصا ما يفهمك ثم لا يفعل، أحيانا هذا ما يجعلني أصمت كثيرا بعد مدة من الخذلان😅 ... وبدأت الآن أعتقد أنه ربما أنا يجب أن أكون واضحة أكثر فيما أعبر عنه.

أمي من النوع الذي لا يوضح، وتنتظر الجميع أن يفهمها. تخطت الستين الآن ولا تزال تنتظر أن يفهمها الغير دون أن توضح وتشرح ما تريد وما تحتاجه. أشجعك على التعبير عن احتياجاتك وما تشعرين به. إن تكلمت وبالرغم من ذلك لم يوفر لك من تتحدثين معه المساعدة والمساندة ويفهمك حينها معك حق في لومه.وفي إعادة التفكير في مدى أهمية وجود هذا الشخص في حياتك أساسا.

أحاول ذلك حقيقة

أغلب المحيطين بنا لا يستمعون لما لا يُقال، ولا يفهمونه أيضا خاصة إذا كنا نميل لعدم الوضوح والتصريح، وخاصة في حالتك عدم التعبير كليا وهذا مرهق جدا لك ويستنزف مشاعرك على المدى البعيد، لكن تطرّقك لهذه النقطة وفتحك للموضوع في هذا الفضاء وعرضه للنّقاش هو نقطة قوة، وبداية لرحلتك في التعبير وقد تستلذّين ذلك وتجدين راحتك في التعبير، وتنقلب الموازين.

أما عن طبعك الصامت وعدم ردك الأذى مع القدرة، فأعتقد أنّه يعود لطبيعتك الحساسة، لأنّ الشخص الحساس يشعر بما لا يشعر به الآخرون، وتعاطفه عال جدًا فلربما أنت تستشعرين الأذى اضعافا ولا تستطيعين ردّه خوفًا من تأذّي الآخر لذلك تؤثرين الصمت، وتكتفين بتجرّع الألم بمفردك، وأنا أفهم طبعك الحساس جدًا، يمكنك إجراء اختبار الشخصية الحساسة على النت، و القراءة أكثر عن نمط شخصيتك النادرة.

ستجدين عالما ممتعا وتحمدين الله على هذه النعمة المهداة لك.

لقد فهمتني جدا 🌼 هكذا أنا، شعرت بالراحة عندما قرأت تعليقك، ما هو إسم الإختبار من فضلك؟ أريد ان أقرأ أكثر عن الموضوع

الدكتورة اسمها elaine aronـ قضت مدة طويلة في دراسة الشخصية الحساسة ولها مجموعة كتب من بينها الشخص مفرط الحساسية وهو مفيد جدا، ستعرفين كم أن الحساسية نعمة، وعلى موقعها تجدين اختبار الشخصية الحساسة

شكرا جزيلا لك أستاذة دليلة🌼

لقد أعطيتني أشياءا كنت أبحث عنها

بالتأكيد أتفق بشدة مع المقولة، حيث أن الفرصة أو الفجوة الصامتة التي يجب أن نلتزم بها مع من نسمع هي التي تساعد في بادئ الأمر على تحسين جودة التواصل مع الآخرين. وفي هذا الصدد، أرى أن العديد من الأزمات الاجتماعية على صعيد أي نوع من أنواع العلاقات الإنسانية تنبع من القصور في هذه النقطة وقلة جودتها بين أفراد العلاقة أيًا كان نوعها، سواء علاقة صداقة أو قرابة عائلية أو علاقة حب.. إلخ.

تعليقك أضاف قيمة لمقالي الصغير بذكرك لمسألة أنواع العلاقات... لكن إسمح لي أن أذكر موقفا يحدث كثيرافي العلاقات، التي تصبح فيه غير قادر أصلا على البوح بما تشعر به، فيتم فهمك على أنك مثلا متكبر أو تحاول الإبتعاد، بينما الحقيقة أنك متعب! أعتقد أن الشخص الذكي الماهر تواصليا هو الذي يعرف كيف يسمع الصمت في هذه الحالة بالذات... لأن الشخص المقابل قد فقد قواه وينبغي عليه إعادة التوازن، هذا إن كان ذكيا.

في هذا الصدد يا هاجر، أرى أن الأهمية أو مربط الفرس بمعنى أدق يقع على عاتق الشخص، لا العلاقة، لأن الأشخاص اللذين يكونوا إلى جوارنا في هذه النوعية من العلاقات يجب أن يمتلكون القدرة على فهمنا، وأن نمتلك القدرة على فهمهم.

في الحالة التي تشيرين إليها، أرى أن التفاهم غير موجود، وسوء الفهم أو التناول الذي يظن من خلاله أحدهما أن الآخر هو العبء هو النقطة الفاصلة التي يجب أن تدفعنا للرحيل، لأن سوء الفهم المتكرّر لا يدل إلّا على وجودنا بجوار الشخص الخاطئ.

لم أستطع من خلال ردك إلا أن أقول: معك حق!

سوء الفهم المتكرر يعتبر دلالة أن أحد طرفي العلاقة ليس في المكان المناسب.

أعتقد أن هذه المقولة صحيحة يا هاجر. فالتواصل الحقيقي هو ليس ما يقوله البشر بأفواههم، لكن ما يكمن بين سطور هذه الكلمات.

ربما لهذا أحب عالم الأطفال.. ما يفكرون فيه هو ما يقومون به ويقولونه. لا مكان لمداراة المشاعر بين سطور الكلمات.. وترك الاستنتاج لنا

ما رأيك؟

أتفق معك بشدة في ذكرك لعالم الأطفال، لأنك لن تحتاج أبدا لقراءة التمثيل الواعي الذي قد يصنعه شخص بالغ، هم مباشرون وبريؤون بشدة لا يهمهم ما ستقوله بخصوصهم.

الغريب في الأمر أنك مهما يقولون لن تحكم عليهم بشيئ!

في حقيقة الأمر فإن ليس كل ما يعلم يقال، ولا ينبغي على الإنسان أن يعبر عن كل ما يشعر به، ففي كثير من الأحيان التحدث بشيء لا نشعر به هو عين النضج.

وهنا أود التطرق إلى الصراعات الغير مباشرة، فكما أن الطرف الآخر يوحي بكلمات لا يعلم من ظاهرها ما المقصود الواضح والصريح منها، فيجب أيضاً علينا ألا نبوح بكل ما نشعر به ويجب علينا أن نوحي بالعديد من الكلمات والجمل التي لا يعلم ما ظاهرها من باطنها والتي تحتمل أكثر من معنى، بطريقة تجعلنا نخرج من أي مأزق عندما يتحول الصراع إلى مواجهة مباشرة.

فالتحدث بما يشعر به الإنسان دون تلوين، أو أن يجعل الإنسان على لسانه ما في قلبه يؤدي إلى العديد من المشكلات في كثير من الأحيان إن لم يكن أغلبها، لذا فإخفاء ما نشعر به والتحدث بشيء من الحكمة هو الحل الأفضل للعيش في هذا العالم.

أنا أؤمن بما تقول من ناحية معينة، وهي حالة الوقوع في علاقات سامة أو أشخاص يحاولون إستغلال طيبتنا وصفاتنا الجميلة، هنا أوافق بشدة على ما تقول، لكن أعترف أن الأمر متعب جدا ومؤلم، من الصعب أن تصمت على أشياء معينة يشتعل فيها غضبك أو ينجرح فيها داخلك قصد تجنب مشاكل أو مواقف أخرى قد تكون أصعب...

من الطبيعي أن نتعرض للخيانات وأن يخيب ظننا نتيجة الثقة التي منحناها لأناس ولم تكن تلك الثقة في محلها، ولا شك أن كل الويلات الاجتماعية التي يتعرض لها الإنسان تجعله أقوى وأكثر حذراً في التعامل مع البشر، ولا بد أن يتعرف كل إنسان منا على أن للفطرة البشرية مكونين أساسيين هما الخير والشر...الفجور والتقوى. (فألهمها فجورها وتقواها) وطالما أننا تعرفنا على المكون الحقيقي للإنسان، فيتبقى لنا أن نعتقد ونجزم أن هاتين الفطرتين سيستخدمهما الإنسان في تعاملاته معنا، ولابد لنا من توقع كافة السيناريوهات التي يمكن أن تحدث في تعاملاتنا مع البشر، وذلك لأخذ الحذر...

معك حق يجب أن نعالج سقف توقعاتنا على كل حال...

للاسف مجتمعنا يعتبر الصمت ضعف، وهناك من يتنمرون على الصامت من خلال ايقاع الاذى عليه سواء آذى سلوكي او جسدي .. وهنا يجب ان نفسر معنى الصمت هل هو تحمل ما يحدث والصمت احتراما .. ام الصمت بسبب الضعف في الشخصية ام عدم القدرة على التعبير .. ان شخصية الفرد هي التي تحدد مفهوم ومعنى صمته وتبرز معالم القوة او الضعف.

ومن ناحية الاتصال والتواصل الجيد، فالأمر يتطلب الكثير من التركيز والتصميم لتكون مستمعًا نشطًا. وإذا كانت مهارات الاستماع سيئة مثل العديد من الأشخاص ، فسيحتاج الفرد إلى القيام بالكثير من العمل لكسر هذه العادات السيئة.

هناك خمس تقنيات رئيسية يمكنك استخدامها لتطوير مهارات الاستماع النشط لديك: وهي الانتباه والاظهار بأنك مستمع وتقديم التغذية الراجعة Feed-back وتأجيل الحكم على الاشياء (الانطباع الأول)، والاستجابة بشكل مناسب (قاعدة لكل فعل رد فعل) .

ولعلاج الصمت الخجول او السلبية فإن البدء في استخدام تقنيات الاستماع النشط ستؤهل الشخص ليكون متواصلاً أفضل ، ويحسن إنتاجيته في مكان عمله ، ويطور علاقاته بصورة أفضل.

أستاذ مازن، أوافقك على أن الصمت أنواع، لأني أجد ان صمتي أحيانا يكون لحكمة، وأحيانا يكون إحتراما لأني أستطيع الرد لكني أتحكم في الأمر، ولا أنكر أنه أحيانا يكون ضعفا مني، وهذا هو الذي أريد معالجته، كما لا يزعجني أبدا تنمر الآخرين بهذا الخصوص.

الانسان حكيم نفسه ..

(قوة الصمت) .. نعم في كثير من الحيان يكون الصمت أقوى من الكلمات .. أليست أقوى صفات القادة هو فن الاستماع والانصات .. وأليس في عالم التدريب يقال لنا أن المعرفة لا تشكل الا 7% وأن القوة في لغة الجسد وان اهم ما في لغو الجسد هو كيف نحول الانصات والصمت الى قوة اقناع وبالتالي الى سلوك.

 ولكي ننجح في ذلك، على الشخص أن يبني الثقة في نفسه .. ولكما استمعنا بعمق كلما استطعنا ان نعبر أقوى وأكثر قوة ، ولتكن كلماتك مثل نغماتك .. تثير الاخرين ويشتاقون لها .. واجل الاخر يفكر فيك .. لماذا يصمت لماذا لا يتكلم لماذا لا يعلق .. فكن منتصرا بصمتك .. لنتعلم مفاوضات الصمت .. هكذا تنجح في رسم خارطة الطريق بمعرفة افكارك غيرك .. دعهم ينطلقون وانت استثمر ذلك لصالحك .. ونعم لا نلتفت كثيرا للمتنمرين ولا نستمر في التفسيرات أو الأعذار. هذه الكلمات تضعفنا وتمنح غيرنا فرصة التغلغل فينا يكفما شاء ويكتشف نقاط ضعفنا.

الخلاصة علينا الا نخاف من الصمت .. ولتكن حكمتنا (فلتقل خيرا او لتصمت)

معلومات قيمة

شكرا لك، يمكنك المشاركة معنا برأيك... هل تعتقد أن الطبع الصامت هو أمر عادي أم أنه يجب علينا التوضيح أكثر عن إحتياجاتنا لكي يفهمنا الآخرون؟

انا نفسي المعلق المجهول

مرحبا بك!

شكرا على المساهمة الجميلة

عفوا، شاركنا برأيك... هل تعتقد أن الطبع الصامت هو أمر عادي وينبغي فهمه على حاله أم أنه يجب علينا التوضيح أكثر ومحاولة الخروج عن الصمت للتعبير عن إحتياجاتنا عندما لا يفهمنا الآخرون؟

عموما القاعدة هي التعامل مع الناس بوضوح والتعبير عن احتياجاتنا ومساحتنا الخاصة ومسافة الأمان والحدود ..

لكن الصمت يصبح مطلوبا أمام بعض الأشخاص

كالمستفزين واللحوحين والأغبياء والأذكياء جدا والاستغلاليين

وفي حال تماديهم فإن المواجهة لا تكون بالصوت والقول وانما بالفعل والمواقف

تقريبا نفس رأي الأستاذ محمود فقوق... التوازن بين الصمت والتعبير.


ثقافة

مجتمع لمناقشة المواضيع الثقافية، الفكرية، والاجتماعية بموضوعية وعقلانية. ناقش وتبادل المعرفة والأفكار حول الأدب، الفنون، الموسيقى، والعادات.

99.1 ألف متابع