ما يهم في الدراسة أو العمل أو غيرها هو الاستمرارية بالفعل وليس فقط الذكاء، نعم متقد الذكاء ومستمر يمكنه تحقيق المستحيل، لكن يبقى الإلتزام هو الأهم.
ما هو رأيكم؟
وفقكم الله.
كليا لي نفس رأيك، وهذا رأيته بنماذج كثيرة، كان لي زميل بقمة الذكاء، لدرجة أن كل المدرسين توقعوا له أن يكون من أوائل الجمهورية لكن لم يكن لديه أي التزام بالمذاكرة، ويتغيب أحيانا من الحصص لأنه يعتمد على ذكائه، وللأسف النتيجة أن زملائنا الأقل ذكاء منه بمرحلة ولأنهم كانوا ملتزمين جدا حققوا درجات عالية ودخلوا الكليات التي حلموا به، وتخرجوا بتقديرات مرتفعة
النظام التعليمي في مجتمعاتنا لا يناسب الأشخاص الأذكياء ولا يروي شغفهم وفضولهم وحبهم للتجربة والاكتشاف، ولهذا نجد الكثير من الأذكياء لا يحققون معدلات مرتفعة مقارنة مع أقرنائهم الأقل ذكاء، هذا لأن النظام التعليمي لدينا لا يعتمد على الذكاء بل على القدرة على التكيف مع النظام، وخطوة أساسية للتكيف هي الحفظ والتلقين، وهذا لوحده ممل وروتيني للشخص الذكي فتجده ينفر منه ومن النظام ككل فهو لا يناسبهم، وحقيقة هذا ذنب النظام وليس الأذكياء.
لا أعتقد أن الالتزام والذكاء مقابلان لبعضهما البعض، لكن في أي مشروع عمل أو دراسة أعتقد أن الاستمرارية هو العنصر الأساسي الذي يميز الناجحين عن غيرهم في أي مجال. كم هم الأشخاص فائقو الذكاء الذين ليس لديهم الاستمرارية ولا المثابرة الكافية، ولم يحققوا أي نجاح.
والاستمرارية لا تعني فقط الاستمرار في العمل، بل تعني أيضًا القدرة على التكيف والتعلم من الأخطاء دون الاستسلام للإحباط عندما تصادف الصعوبات.
الحقيقة لا أحد ينكر دور الاجتهاد والالتزام وفعلا الذكاء وحده دون ذلك لا يكفي ولكني أنظر للموضوع بشكل مختلف، فالجهد الكبير ودن توجيه ذكي ايضا قد يكون دون نتيجة.
انا انظر للالتزام والذكاء مثل جناحين لطائر، الأهم ليس الجناح الأقوى، بل الطائر الذي يعرف كيف يستخدمهما معًا ليطير. الالتزام يُبقيك في الهواء، والذكاء يوجهك نحو الوجهة الصحيحة. ماذا ينفعك ذكاء خارق دون رحلة، أو التزام دون اتجاه..
الإلتزام بدون ذكاء لا قيمة له فما فائدة عمل طويل مستمر ولكن بدون تفكير وتخطيط هذا إهدار وقت وجهد، وكذلك ما فائدة التخطيط والتفكير العبقري دون انضباط في التنفيذ!
أرى أن كليهما هام وضروري ومتكامل بأي وصفة نجاح نرغب في تحقيقها بحياتنا، ومن دون أحد هذه العناصر سنفشل أو سيتأخر النجاح
التعليقات