في المساهمة السابقة عن هجرة الأدمغة قال أحد المساهمين الكلام التالي، و أريد معرفة آراء مختلفة عن الأمر.
"الوطن" لم يُنجب أحداً ولا يمكن أن ينجب أحداً؛ لأنه مجرد مفهوم في عقولنا. من أنجبنا هم الأم والأب وهؤلاء هم من علينا الإمتنان لهم. من دعمنا وساندنا وصرف علينا هما الأم والأب. الوطن لم يفعل شيئاً؛ لأنه غير موجود إلا في عقولنا.
مشاعر الوطنية هي مجرد عاطفة، ليس لها معنى منطقي، وتُستخدم للابتزاز العاطفي للمواطنين المهمشين والمظلومين، فكلما انتقد المواطن المطحون من سوء أحواله يتم ابتزازه عاطفياً بأنه لا يحب الوطن، وأيضاً يستخدم هذا الابتزاز العاطفي لإجبار المواطنين على دعم الدولة، من منطلق أن معارضتها يعتبر خيانة.
مثل هذه العواطف لا تخدعني، فأنا لا أعترف بالانتماء لا لجماعة ولا لمجتمع، أنا فرد، أنتمي لمن يشابهني ووطني هو المكان الذي أرتاح فيه.
ولا تعد الهجرة نكران للجميل، بل واقعية وطموح ورغبة من الإنسان أن يكون أفضل نسخة من نفسه.
لا فرق عندي بين مشاعر الوطنية وبين تشجيع نوادي الكرة، كلاهما مشاعر بدائية تعتمد على الاستقطاب واحتياج الانسان الملح للانتماء إلى جماعة.
شخصيا قد قاومت هذا الاحساس طوال عمري، وانتميت فقط إلى نفسي، ولطالما حافظت على فردانيتي وإستقلالي سواء فكريا أو مادياً.
إلى أي مدى تتفق مع هذا الرأي؟ إن نعم أو لا فما حججك؟ ما تعريفك للوطن؟ و هل تعتبر هجرتك للبلد الذي علمك أو لنقل وفر لك فرصة التعليم إلى بلد آخر يستفيد منك نكرانا للجميل؟ هل الوطنية مجرد شعور بدائي؟ و هل التخلف الذي تعيشه بلداننا لا نتحمل فيه ك"شعب" جزءا من المسؤولية؟
التعليقات