منذ عدة سنوات اقتحمت الكاميرات كل الأماكن العامة، فأينما وجهتَ رأسك سوف تجد كاميرا تراقبك، بعضها يظهر للناس، وبعض الكاميرات مخفية بشكل تقني.

وحينما تفكر في الأمر، هل كل هذه الكاميرات تعني أن الثقة في الناس العامة، قد أصبحت صفرًا.

في ظل أزمة الكورونا الماضية، قامت وزارة الصحة في مدينتي بحملة لتركيب كاميرات المراقبة في كل أقسام المستشفيات والأماكن المهمة في وزارة الصحة.

وقد قوبل الأمر بالرفض التام من قبل الموظفين، الذين تفاجئوا بفنيي تركيب الكاميرات قد جاؤوا بأمر من الوزارة لوضع ثلاث كاميرات في غرف الأقسام الخاصة بالموظفين.

مما أزعج الموظفين، ورفضوا هذا الشيء، وطلبوا وضع الكاميرات فقط في الممرات وصالات الانتظار التي يعج فيها المراجعين.

وكان رأي البعض منهم أنها تحد من راحتهم، وخصوصيتهم، وأن الغرف آمنة، كونها فقط للعمل، وأنه انتهاك لخصوصية عملهم، وهي تأتي بمعنى عدم الثقة بالموظف الذي على رأس عمله.

ومع ذلك لم تتقبل الوزارة الرفض، وشرعت في تركيب الكاميرات هنا وهناك.

الكاميرات تنتهك الخصوصية ولاسيما إذا كانت تتواجد في الأماكن الخاصة، فهل تقبل أن يضع جارك كاميرا في ناصية الشارع، وأمام بيته، فتشعر وكأنه يراقبك أنت، لا يراقب غيرك.

قالت لي صديقة: أن والدها يضع أربع كاميرات حول المنزل، لأنه يعمل في وظيفة أمنية، ويخاف أن يتم التهجم على منزله من قبل البعض.

بل بعض الأشخاص يضعون كاميرات مخفية في المنزل، للتجسس على العاملات ومربيات الأطفال، أو الأبناء، ونرى أنه يتم تركيبها خفية في أثناء غياب الزوجة وعاملة المنزل.

أشخاص آخرين يطالبون بوضع الكاميرات في غرف الصفوف، والباحات المدرسية، وهذا يعني انتهاك آخر لخصوصية المدرس في تدريسه للحصة.. وأيضًا يعني ثقل الهم على الطالب الذي سيظل يعاني لأن عقله يتعلق بهذه الكاميرات التي تسجل عليه كل حركاته.

وإذا ذهبت للسوق، تجد أن جميع المحلات التجارية قد وضعت أكثر من ثلاث إلى خمس كاميرات في المكان، وهذا يوحي للزبون، بأن صاحب المحل التجاري لا يثق به.

وهنا أتسائل.. هل تمنع الكاميرات الجريمة؟ وإذا كانت تمنع الجريمة.. فلم نرى الجرائم المصورة إذاً؟

ولماذا يضع البعض الكاميرات خفية في منزله، أو مؤسسته؟

ما رأيك أنت في الموضوع؟ هل ترى الكاميرات ضرورية لهذا الحد؟؟