الأفلام والمسلسلات تعرض مشاكل المجتمع وتعالجها أم تُفاقمها؟


التعليقات

اممم هذا سؤال أزلي عن وظيفة الفن، بدأ هذا السؤال مع أرسطو وسقراط وحتى الآن لم نصل لإجابة.

الفن والرسالة، وماهي وظيفة الفن ؟هل الفن يمكنه إصلاح وتغيير المجتمع؟!

في وجهة نظري أن الفن له العديد من الأدوار فهو يمكنه عرض مشكلات وفضح وجه المجتمع القبيح أمام نفسه، يمكن الفن أن يكون مرآة واضحة وصادقة ومعبرة .

رأينا في مصر أفلام غيرت قوانين مثل فيلم "أريد حلاً" للراحلة السيدة فاتن حمامة وفيلم "جعلوني مجرما" وغيرها من الأفلام ، قامت بإحداث تغيير حقيقي وجذري .

لكن أيضا وكما تعرف يا صديقي أن من وظائف الفن التسلية والإمتاع، في وجهة نظري اعتبر أن العمل الفني إذا لم يقم بشئ سوى إزاحة الهم عن ذهن إنسان مكدود ومهموم حتى لو لدقائق فهذا فن ناجح وعظيم ، فليس من المهم أن أخرج بعبرة وعظة ورسالة قد نجدها في أي شيء ، قد نجدها في مقال في مجلة في الكثير من الأشياء .

الفن لو لم يقم بأي شئ سوى تسليتي وإمتاعي وإمتاع إنسان هذا الزمن ، فهو فن عظيم

-1

يقول خبراء الإعلام بأن الأفلام والمسلسلات لا تعرض الواقع ولا تعالجه، بل أنها تصنعه!

الفن يصنع الواقع ويصنع وجهة نظرنا لهذا الواقع، وهذا الأمر معروف و مدروس في علوم الإعلام، المسلسلات هي التي توجه المجتمع للناحية التي يريدها القائمون على هذه الصناعة، فمن يصنعون هذه الأفلام والمسلسلات بيدهم أن يوجهوا المجتمع ناحية الاخلاق الحميدة والراقية أو ناحية السوقية والبلطجة وانعدام الاخلاق.

اعتقد اننا جميعا نرى كيف يقوم المجتمع بتقليد قصات شعر وطريقة الكلام والملابس لنجوم المسلسلات والأفلام، بل حتى المفتيات المراهقات أصبحن يحببن الشاب السيء فقط لأنه يشبه الشخصية في الفيلم او المسلسل.

اذا عندما ننظر الى المجتمع ونجده بهذا السوء وتفشت فيه جميع انواع المشاكل فهذا بسبب الأفلام والمسلسلات، أي ان الفن هو من يؤثر على المجتمع وليس العكس، المجتمع تابع للفن، ما تعرضه المسلسلات يصبح واقع بعد فترة وجيزة.

لذلك فالنقاش الدائر حول اذا كانت المسلسلات تنقل الواقع او تصلحه هو خاطئ من البداية، لأنها لا تنقل الواقع ولا تصلحه، بل تصنعه من البداية

-1
-1

في اعتقادي ان هذه الأيام جميع الأفلام و الإنتاجات السينيماىية هدفها ربحي في المقام الأول اي انها تجارية ، أيضًا تعكس الواقع و تعممه ، فنرى الكثير من الأفلام التى تركز على ظواهر اجتماعية سيئة ، فعندما يشاهد مثل هذه الأفلام شخص غريب أي خارج حدود البلد الذي تعكس حاله فإنه لا إراديًا ستتشكل لديه فكرة حول طبيعة هذه البلد مع مشاهدة الأفلام تدريجيًا ، من المفترض أن تعكس الواقع و لكن أنا متأكدة من عدم نجاحها في ذلك و بما أنها لم تعمس الواقع إذن لن تُجدي نفعًا في إيجاد حلول له ، فالمخرج يركز على ظاهرة معينة تساعده على نجاح فيلمه أكثر ليس لإيجاد حلول أو عرض الظاهرة كما هي بالواقع فقد يتم التلاعب بها أيضًا

هذا ما قصدته تمامًا، من وحهة نظر المخرجون أن الفيلم الذي يوضح ظاهرة العنف أو الفقر أو غيرها يحقق أرباحًا أكثر من غيره من الأفلام التى تظهر الحياة الرغيدة الهنية، فدائمًا ما يميل الإنسان إلى الظواهر التى تلامس عواطفه و هذا ما يركز عليه المخرجون لتحقيق أرباح أفضل.

على الرغم من أن صناع الأفلام يتحججون بأنهم ينقلون صورة الواقع، ولكن لا أعتقد أنهم ينقلونه بكل شفافية وأمانة، أحد المسلسلات يختص فقط بعرض الخيانات الزوجية، خلال عدة مواسم، يظن فيها المتابع أن كل المتزوجون خونة!

هم يعرضون جزءًا من الواقع ويسلطون الضوء عليه لرغبته بالانتشار، فشرب الخمر والحشيش لم يكن منتشرًا وكان شيئًا مستهجنًا، أما اليوم فأصبح عاديًا..

لا أدري ما الذي تسبب في صناعة القولبة، هل الأفلام التي صنعت القولبة؟ أم نحن كبشر نحب وضع الآخرين في قوالب معروفة وانتقل ذلك المفهوم بالتالي إلى الأفلام؟ وأظننا نسعى إلى القولبة (Stereotyping)ليسهل عليّ كفرد التعامل مع الآخر، ولأحدد الخلفية التي سأتعامل على أساسها معه.

بالنسبة للأفلام، أظنها صناعة كأي صناعة، بها ما هو استهلاكي يستخدم مرة واحدة ثم تلقيه في القمامة، وفيها ما هو قيّم ولا تستبدله بغيره، والأفلام دورها بالطبع مناقشة المشكلات والظواهر الاجتماعية والثقافية بأي مجتمع في أي فترة سواء كانت بالماضي أو الحاضر، أما عن المعالجة، فهي قليلًا ما يتضمنها الفيلم، فالفيلم مثل صُناعه، ألف شخصٍ قد يشير إلى المشكلة والعيب، ولكن شخص واحد قد يبحث عن الحل ويجده.

فى واقع الأمر لقد أصبحت الأفلام والمسلسلات أداة تُستَخدَم ضِد المُجتمع أكثر مِن كونِها مرآة للمُجتمع كما يدَّعون، كان هذا هو الحال عندما كان القائِمون على هذه الصناعة يهتمون لأمرِها حقاً وأولويتهم هى تقديم عمل فنى راقى وليس تحقيق أعلى المكاسب من العمل.

بالتأكيد أحمد، ولكننى لا أميل إلى التعميم هنا بالطبع فهناك المُخلصين فى كل مجال وصناعة، وصناعة الأفلام كغيرها من الصناعات تتعلق بالربح فى نهاية الأمر، ولكن الفارق أن هناك من يولون رغبتهم بالربح أهمية على حساب القيم المجتمعية، فالربح يأتى أيضاً للذين يلتزمون بالمبادىء ولا يتعرضون للقيم ويتفادون الألفاظ النابية والمَشاهِد المُعثِرة الجارِحة الخادِشة للحياء والمليئة بالعنف. ولكنه الطمع والجشع والأجندات هى التى تدفع هؤلاء المهتمين بالربح دون سواه لهدم المجتمعات.

>البعض يرون الأفلام والمسلسلات مرآة للمجتمع ليس إلا

اظن ان هذا الرأي اختزالي"أعور" يبرر به صناع اعمال الفيلم افلامهم حينا يتعرضون للنقد..

فالفن طريقة علاجية كما يثبت العلم كغيره من الطرق غير التقليدية مثل العلاج بالكتابة و العلاج بالقراءة و الشطرنج و الرسم

أما عن ظاهرة التعميم فهي مغالطة من صناع الفيلم لتسليط الضوء علي جوهر العمل و اعطاءه قيمة ضمنيه فاصبح بالسفهاء مثل "اللي جه يكحلها عماها"

وكما ذكرت بالفعل يقتنع بها الوعي الجمعي ليتم

حدوث "تغيرات وراثية لا جينية- Epigenetics" علي مستوي الجيل الحالي و الاجيال التي تليه والتي منها السلوك العدواني كتداعيات لاضطرابات اصبح يمكن تخليقها و توريثها

مثل مجموعة اعراض الاكتئاب و القلق و التوتر و التنافر التي

تؤدي الي تشويه و استقطاب و بالتالي عدوان و صراعات


ثقافة

لمناقشة المواضيع الثقافية، الفكرية والاجتماعية بموضوعية وعقلانية.

97.1 ألف متابع