قنوات الأطفال هي الأكثر شعبية في العالم، التي تعتمد على ظهور طفل أو أكثر وهو يلعب أو يضحك أو يبكي في مواقف معينة، أو يتحدث بطريقة الأطفال البريئة عن موضوع عالمي، وتدر تلك القنوات ملايين الدولارات لوالدي الطفل، فهل تتفق أو لا مع السماح بانتشار تلك القنوات؟

سأقوم بعرض بعض النقاط التي تفسر وجهات النظر، وشاركنا النقاش فيهم.

وجهة النظر الموافقة

يفسر أولياء أمور هؤلاء الأطفال بأنهم يصنعون لأبنائهم فرصة ذهبية لكسب المال منذ الصغر، والبعض يقول بأنهم يدخرون العائد المادي في حساب للطفل بالبنك، وسوف يستفيد به باقي عمره.

على أساس أنه لا استغلال للطفل بشكل سيء، فهو لا يجبره على عمل الفيديو، وإنما يقوم بتصويره وهو يلعب أو يفعل شيئًا مضحكًا، كما يستفيد الطفل من شهرته ويشعر بأنه مميز ومحبوب وسط أصدقائه.

وجهات النظر القانونية

عندما ثار المجتمع المصري على قناة (أحمد وزينب) بعد نشرهم لمقطع يعرضون ابنتهم الرضيعة للخوف ويضحكون، تدخلت السلطات القضائية وتم تغريم أصحاب القناة.

وفي ايطاليا حكمت المحكمة على إحدى الأمهات بغرامة ١٠ آلاف يورو نتيجة عرضها صور ابنها البالغ ١٦ عام على وسائل التواصل الاجتماعي، وأجبرتها على حذف جميع الصور الخاصة بالطفل، وذلك حماية للطفل الذي شعر بالضيق نتيجة ما تعرض له من سخرية من كل الذين شاهدوا صوره الخاصة.

وفي أمريكا هناك قانون ينص على وجوب موافقة الوالدين قبل استغلال الأطفال بشكل تجاري في الدعاية مثلًا، على أن يكون الاستخدام أمنًا على الطفل وأخلاقيًا.

وحديثًا أصدر اليوتيوب قوانين جديدة من شأنها تقليل العائد المادي لقنوات الأطفال، بعد الاتهامات التي طالت اليوتيوب من لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية، والتي حُكم فيها على اليوتيوب بغرامة 170 مليون دولار، نتيجة انتهاكه حقوق خصوصية الأطفال عبر الإنترنت.

القوانين الجديدة تقلل من مكاسب قنوات الأطفال، وشكلت مخاوف لدى كبار صانعي محتوى الأطفال مثل "رايان ماجي" الطفل البالغ ٨ سنوات والذي بلغت عائداته 28 مليون دولار عام 2018، وكذلك "مشيع" صاحب قنوات الأطفال العربية والتي تدر له الملايين سنويًا.

وجهة النظر المعارضة

يرى المعارضون بأن قنوات الأطفال ظاهرة جديدة من ظواهر عمالة الأطفال، وهو ما يُعارض قوانين حماية الطفل، وكسب المال في السن الصغير يشغل الطفل عن أهمية الدراسة وتنمية المهارات بطريقة طبيعية، فينمو الطفل في بيئة غير مناسبة.

مع أي رأي تتفق؟