نشاهد في أغلب الأحوال الإعلانات التي تشجع على الاستهلاك وتستخدم الصورة والكلام والموسيقى وكل إمكانياتها لتجعلنا نقع تحت إغراء المنتج ونشتري منه المزيد والمزيد، وفي أحد الإعلانات نجد طفل أمامه ثلاجة مفتوحة وهو جالس على الأرض يشرب حليب حتى غطت علامة الحليب حول فمه ، وهناك إعلان أخر لممثل بدين يظهر إنطباع الشراهة وهو يشيد بأن الحشو باظظ، باظظ خالص.

وقد أبرزت نتائج العديد من الدراسات العلمية وجود ارتباط قوي بين تناول الحلويات والتعرض للإعلانات التجارية وقد انتبهت عدد من دول العلم للدور الذي يجب أن يقوم به صانعو القرار من ناحية التزامهم بحماية المستهلكين عموما والشباب والأطفال خصوصا عبر زيادة التشريعات وفرض رقابة على المحتوى الإعلامي الذي يستهدف ذلك (لا سيّما الإعلانات عن الأغذية).

وعلى سبيل المثال فإن الحكومة الصينية لم تتعامل الحكومة بلطف مع الاتجاه المتنامي الجديد للإسراف بين مواطنيها، واتخذت قراراها منذ سنوات بحظر الإعلانات عن الهدايا باهظة الثمن مثل الساعات والطوابع النادرة والعملات الذهبية. لان مثل هذه الإعلانات "نشرت قيمًا غير صحيحة وساعدت في خلق روح اجتماعية سيئة".

ماذا عنا: هل تؤثر الاعلانات في سلوكنا الغذائي وإلى أي مدى؟ لماذا لا يلتزم المعلنون وصانعوا القرار بحماية المستهلكين من الإعلانات التي تشجع على زيادة الاستهلاك وخصوصا في الغذاء؟

(ملحوظة باظ لغة عربية وتعني: سَمِن بعد هُزال)