قبل فترة ليست بالبعيدة ، كان لي صديق يشكو ويشعر بتأنيب الضمير ؛لأن الشركة قامت بفصل بعض الموظفين في الشركة التي يعمل بها نظرًا لجائحة كورونا التي تستشري بشكل كبير في مدينتي .

صديقي لم يتم التخلي عنه من قِبل الشركة ، لكنه يشعر بتأنيب الضمير ويتسأل لماذا الشركة إحتفظت به بينما فصلت بعض الموظفين الذين هم بحاجة فعلًا للعمل !

تعجبت من صديقي يتذمر لي ويشكو وكأنه هو السبب في فصل زملاءه من العمل ، بدلًا من أن يحمدالله ؛لأنه ما زال يحتفظ بوظيفته .

لكن عندما قرأت عن متلازمة الناجي أو ما يُطلق عليها عقدة الذئبSurvivor Syndrome تأكدت أن الكثير قد يمر بهذه المتلازمة وما شعر به صديقي قد يشعر به الآخرين أيضًا ، لكن على ماذا تنص تلك المتلازمة؟!

حسنًا ، هي عبارة عن حالة عقلية نفسية تحدث لأي شخص قد نجا من حالة موت مؤكدة أو صدمة ، بينما الآخرون لم ينجو من الحادثة أو مشكلة ما ، فيشعر هذا الشخص بالذنب ويلوم نفسه وربما يشعر بالإكتئاب ، نظرًا ؛لأنه لم يقدم المساعدة لهؤلاء الأشخاص.

الطبيب النفسي "ويليام نيديرلاند" كان هو من أطلق الإسم على هذه المتلازمة وذلك لتفسير حالة الناجين من الهولوكوست في عام 1961.

لكن هل سبق لك أنك لٌمت نفسك على فعل قام به الآخرون؟

هل تعرضت لحادثة ما ونجوت من هذا الحادث لكنك شعرت بالذنب تجاه الآخرين الذين لقو حتفهم ؟

هل لمت نفسك عندما هاجرت بلدك- الذي يعاني من ويلات الحروب- وتركت أهلك خلفك؟