أن أسمع بأن هناك أشخاصًا يتعرضون لحوادث صادمة سواء كانت جريمة ما أو حادث طرق وغيرها من الأحداث المؤسفة التي تحدث هنا وهناك قد يكون أمرًا معتادًا بالنسبة لي ، ولكني لم أتخيل يومًا ما ، أن أسمع أو أقرأ بأن هناك أشخاصًا قد يقفون موقف المتفرج لا يحركون ساكنا إزاء تلك الأحداث ، لا يهبون لنجدة الضحايا بل ينتابهم شعور اللامبالاة ، السؤال الذي راودني في تلك اللحظة ، لماذا هؤلاء المارة لم يهبّن لمساعدة الضحايا مع أنهم كُثر ! ألم يشعروا بالذنب نتيجة عدم تدخلهم لمساعدة هؤلاء الأشخاص!

لكن فيما بعد قرأت عن نظرية تأثير المتفرج أو Bystander Effect ، أدركت السبب الذي جعل هؤلاء يقفون موقف المتفرج ، لا يهبون لمساعدة الأخرين أثناء تعرضهم لحوادث ما.

ما عليك معرفته أن هذه الظاهرة هي ظاهرة نفسية اجتماعية يُطلق عليها ظاهرة المتفرج أو لامبالاة المتفرج ، كما تُسمى أيضًا بإسم متلازمة جينوفيز .

إذن على ماذا تنص نظرية تأثير المتفرج؟

يعرفها علماء النفس ووفقًا لويكيبيديا ، بأنه قد يرفض الشخص التدخل أو تقديم المساعدة للضحية في حال كان هناك حاضرون أخرون في المكان .

فكلما أرتفع عدد المتفرجين أو المارة ، كلما قل احتمال قيام أي أحد من المتفرجين بتقديم المساعدة لشخص قد تعرض لمشكلة ما.

تم إكتشاف هذه الظاهرة عندما قام الباحثان بيب لاتان وجون دارلي بدراسة ظاهرة غريبة كانت قد وقعت في 1964 ، وهي طعن فتاة في نيويورك تُدعى (كاثرين جينوفيس) حتى الموت على يد شخص يُدعى (وينستون موسيلي) ، و مع أن هناك تقريبُا حوالي 38 شخصا متفرجا على تلك الحادثة ، لكن لم يتدخل أي شخص من هؤلاء المتفرجين وتجاهلوا توسلاتها وصرخاتها،.

حسب علماء النفس ،يوجد هناك عاملين لحدوث هذه الظاهرة ، ألا وهما :

-توزيع المسؤولية : حيث يعتقد كل فرد أن أحد ما من الأشخاص الحاضرين قد يتصرف ويساعد الضحية ، لذا لا داعي له للتدخل في الحادثة.

-التجاهل الجماعي : يفترض المتفرج أنه إذا لم يستجيب أحد ما ، فهذا يعني أن الاستجابة ليست ضرورية ، فهنا يتجاهل المتفرج الموقف مثل الأخرين.

وأنت ....هل سبق لك أن وقفت موقف المتفرج أثناء حدوث موقف طاريء في مكان ما أو قد تكون قرأت عن بعض القصص التي حدثت في مجتمعك ولها علاقة بتأثير المتفرج ؟ وهل من الممكن التغلب على هذه الظاهرة؟