لاحظت هذا التصرف أكثر من مرة، على أرض الواقع وفي الأنترنت، وليس الأمر أنه ملاحظ فقط.
سبق وتناقشت مع أب وقال لي أنه يتعمد ذلك، وحسب كلامه فلديه أسباب لفعل ذلك، والتي لم تكن مقنعة بالمرة.
ناقشت أم أيضًا وجوابها لا علاقة له بالمنطق.
هذا السؤال كان يراودني البارحة حقيقةً، لكن بعكس ماعرضت، وهو لماذا الآباء يدللون أبناءهم ويقسوا على بناتهم؟ والأمهات يدللون بناتهم ويقسوا على أولادهم؟
يسكن فوقي شخص لديه بنت وولد، الولد هو الأصغر، كثيرا ما أسمعه دون قصد طبعا لكن صوته عالٍ يدلل ابنه كثيرا وفي المقابل يقسو على ابنته كثيرا وتبكي كثيرا على الرغم أنها لم تتجاوز السادسة من عمرها.
فاندهشت لهذه المعاملة والتي أجدها غير منصفة بالمرة فكون أنه ولد أو صغير بالعمر ليس سببا ليقسو على ابنته.
تذكرت إحدى صديقاتي عندما أخبرتني أن والدها كان يقسو عليها كثيرا حتى أنها لا تتذكر أنه كان يأخذها في حضنه مرة واحدة، لكن عندما تزوجت أصبحوا مقربين من بعض كثيرا لدرجة أنه يحكي لها عن كل شي تقريبا.
مثال آخر وأخير حتى لا أطيل عليكِ، ولكن الأمثلة خير دليل، لدي زميلة لديها ابن وإبنة، تحكي عن علاقاتها معهم، والاثنان في عمر المراهقة، علاقتها بالإبنة رائعة ويتشاركا سويا كل شيء عكس الإبن تماما إذ علاقته بوالده هي الأفضل.
لذا وجدت أن الأمر يعود لطبيعة الآباء أنفسهم وتشارك الصفات والاهتمامات بين الآباء والأبناء، وتقارب الشخصيات والبيئة التي أُنشيء فيها الآباء أيضا كل هذا يلعب دورا هاما في شكل العلاقة.
حسب رأي الامر راجع الى ان الاب يحاول القسوة على ابناءه الذكور وتربيتهم لأنه يعلم نمط حياة الذكور بكونه ذكر مثلهم وقد عاش مراحلهم السنية عكس البنات الذي لا يعلم عن نمط حياتهم شيئ مثل الام التي كانت في زمن ما مثلهم
هذا ولله اعلم
البعض يظن أنّ هذه تربية، ولكني أعتبرها غسيل دماغ ... بعض الأطفال عندما أرى والديهم أشعر بشفقة جارفة. ما ذنب هذا الطفل أن ينشأ ويترعرع ليصبح نسخة جينية من أبيه، خصوصًا لو كان أباه أصلاً نسخة تحيل الواقع جحيمًا كل يوم.
بعض الآباء يربّون أبناءهم بعقلية الإنقسام الميتوزي لإنقسام الخلايا، انا أرى الامور بهذه الطريقة أرتدي ملابسي بهذه الطريقة أتكلم بهذه الطريقة، اهتم بهذه الأمور، أكـره هذه الامور. ودورك كإبن لي أنجبتك من حيواناتي المنوية أن تفعل ما أفعله بالضبط، سواءً في طريقة حياتي أو فهمي للأمور أو طريقة ملبسي، وأن تحب ما أحب، وأن تكره ما أكـره.
برأيي ليس من دور الآباء توجيـه أبناءهم في اتجاهات معينة، بل واجبهم هو طـرح كافة الخيارات في الحياة امامهم وترك مهمة الإختيار لهم، والاكتفاء بلعب دور المُستشارين. فقط بعد أن يتأكدوا انهم زرعوا بذور الاخلاق والتربية وتداول الفِكــر لدى أبناءهم، من واجبهم - وقتئذ - أن يتركوهم كالطيور الطليقة تحلّق في المساحات التي ترتاح لها، طالما لن تُسقطهم الانحرافات أو تنال منهم الأخطاء ذات الطابع الاخلاقي المؤثر سلبًا في الحياة.
ولكن الواقع مُختلف عن الفقرة السابقة فكلما فكرت اكثر في هذا أجده أكثر صعوبة، قد تبدو فكرة براقة نظريًا، لكن تطبيقها -على الأقل - أمر صعب للغاية، لأن الواقع يفرض علينا فعل ما لا نفضله في كثير من الأحيان.
ولكن على ما أظن أنّ الأمر أصبح مختلف الآن في هذا القرن، بمعنى لو نتحدث عن آباء من مواليد السيتينات والسبعينات فـكلامك صحيح، لكن آباء من مواليد التسعينات، فهذا أمر نادر جدًا على ما أظن؟
كوني لست مع هذه الطرق من التربية لا يعني أن أنفي وجودها وملاحظتي لها، حيث أن هذه الطريقة تكبر مع الجيل الحالي المفترض أنه تخلص من نسبة جيدة من ثقافة الأجداد المتوارثة حول التربية.
ويرى من خلالها الأب أن ابنه يجب أن يكون قوياً قادراً على مجابهة تعقدات الحياة بصفته مسؤول أكثر من البنت ويجب عليه أن يحقق ذاته بكافة الطريق ويستقل استعداداً للمستقبل لذلك يقول أنه اذا قسى عليه يصبح أكثر جسارة.
بالنسبة للفتاة يعتبرها الأب أقل جسارة من الفتى ويمكن أن تُظلم و"يكسر جناحها فيحنو عليها لعكس هذا الاحتمال وليكون هو ظلها الآمن لاعتباره أن العالم الخارجي مخيف.
ترى الأم عكس ذلك فهي تريد للفتاة أن تعلم دواخل الفتيات وتعلم أن الطريقة الأفضل للعيش في العالم الخارجي هي أن تكون قوية قادرة على التحدث والتعامل دون خوف فاذا خافت اعطى للاخرين فرصة لايذاها.
وهي تعلم أن الفتى مهما كان قادر على مجابهة المجتمع بصفته شرقي لكنها تعطيه الأساليب الناعمة والقيم والمبادئ الاخلاقية العاطفية لتمنع جعله قاسياً إلى مالا نهاية.
هذه الأسباب التي أراها في هذا الحال ولكن أن ضدها بكل المقاييس وضد الفكرة العكسية أيضاً
التربية هي مشاركة ونصائح وحرية واختيارات ومسؤولية وحب وعطف واحتواء وليس توجيه وتعديل وتصحيح وتسلط على الخيارات واجبار على اي افعال.
لذا أنا أتجه لخيار التربية الحديثة مع بعض الوسائل التي يمكن أن تحسن للفتى أو الفتى سلوكهما اذا كانا غير مسؤولين حسب الفترة العمرية.
في الحقيقة وخاصة في هذا الوقت الأمر ليس منتشرا كما ذكرت، وفي حالتي أعرف أمهات تقسوا على أولادهن دون بناتهن لأنهن يردن أن يكون الابن أكثر خشونة وقوة حسب رأيهم.
التفكير التقليدي المتوارث سابقا يكون بتفضيل كلا الوالدين للأولاد دون البنات لكني أرى أن هذا التفكير المتخلف يتراجع في وقتنا هذا ولا قاعدة موجودة مثل الذي ذكرت.
بل لا وجود لقواعد نهائيا فهناك من يفضل ابنة وهناك من يفضل ابنا من أبنائه وهناك من يقسو على واحد سواء بنت أو ولد وهناك من يقسو على أولاده كلهم وهناك من لا يقسو على أحد، والأسباب كثيرة مختلفة لا تخضع لقاعدة بسيطة في هذا الوقت حسب رأيي بل أسباب معقدة ومركبة مختلفة باختلاف شخصية الأب/الأم.
أولا هذا ليس صحيح دائما فهناك من الأباء - و احيانا حتى الأمهات -من لا زال يحتفظ بجاهلية العرب يستحي من الإناث أو يراهن عبئ أو عار و يفضل أن تكون كل ذريته ذكور فلا يسمح لهن باستكمال الدراسة او العمل او حتى التنزه خارج البيت .. ربما يفعل الأب ذلك من باب تربية الطفل ليصبح رجلا جلدا مستقبلا أما البنات فنصيبهن الدلال لأنهن لن يتحملن مسؤولية النفقة او العمل مستقبلا كما الرجل و الأم تفعل ذلك أيضا من باب الصرامة مع بناتها حتى يصبحن ربات بيوت مقتدرات أما الولد فتدلله لأن الأب سيتكلف بالقسوة عليه ههه أو بالأحرى بتربيته على نهج رجولي ..
مجرد احتمال و تبقى الطريقة السليمة هي المساواة بينهما في الحب و الحنان .
التعليقات