إن مسألة طلب السماح في آخر لقاء بين الظالم والمظلوم هو مشهد من مسرحية هزلية لأن معظم المظلومين يسامحون كنوع من الإحراج أو كجزء من الإنسانية، ولكن المريح أن معظم الظالمين يرحلون وهم يعتقدون أنهم لم يظلموا أحد ولا يعترفون بالأذى الذي سببوه لمن ظلموهم، ويمارسون ظلمهم كنوع من ممارسة حقوقهم، جرب اجلس مع أحد الظالمين ستخرج من بين يديه وأنت متعاطف معه، ولكن ماذا يفعل في ما يخبئه المظلوم في صدره من الألم والكسر والفقد، سنوات تمر يحرقها الظالم من العمر من سيعيدها ومن سيمحو ألمها من الذاكرة، حتى لو حاول المظلوم تجاوزها ستمر لحظة يعود المشهد وكأنه وليد اللحظة، من ناحية أخرى الشعور المستمر بأنك مظلوم شعور ممل ومزعج، للشخص ولمن حوله لذا لابد من الخروج من قوقعته والأخذ بحقه والمقاومة والتصدي إنها معادلة صعبة وفي كثير من قصص الظلم ستكتب في نهايتها إلى الديان نمضي وعند الله تجتمع الخصوم.