بدأت منذ ما يقارب من عام في كتابة روايتي الأولى، لم أكن أعلم أن لدي ذلك الصبر على الكتابة، وكذلك لم أكن أعلم أنني سأواجه تلك الصعوبة وفي هذه الآونة تحديداً وأنا في خضم العناء يحضرني قول الكاتب الروائي ارنست همينغواي "الكتابة ثاني أصعب ممارسة في العالم بعد مصارعة التماسيح"!..فمن وجهة نظري..مصارعة الأفكار شئ صعب جداً...جداً

اكتشفت من خلال تجربتي تلك أن كتابة الرواية شئ معقد، وخاصة إن كانت هذه الرواية هي التجربة الروائية الأولى للكاتب كما هو الحال معي، فإن ذلك يلزمه بجهد مضاعف في كل شئ، وبالرغم من أنني قبل تلك الرواية التي تجاوزت بفضل الله نسبة كبيرة منها كانت لي أربع محاولات لكتابة الرواية كلها لم تكتمل نظراً لعدم خبرتي وظني أن الأمر بسيط.

في تلك الآونة تقابلني مشكلة عصيبة وهي كثرة كِبَر حجم الرواية نسبياً فهي الآن تجاوزت ال 250 صفحة ولم تكتمل بعد وهذا يستدعي ذهن حاضر في المراجعة وجهد إضافي في التنسيق، وكذلك تصحيح الأخطاء، سواء المنطقية الخاصة بالأحداث أو الخاصة بالمعلومات، أو ترميم مناطق القصور الموجودة بقدر الإمكان.

ولحل تلك المشكلة اتبعت استراتيجية وضعت كل بنودها وسعيت للعمل عليها وهي كالآتي:

قراءة سريعة للرواية وتقسيم الفصول بناءاً عليها، بحيث تكون الفصول ليست بالطويلة لتسهيل عملية المراجعة والتعديل.

١-بعد تقسيم الفصول أراجعها ببطئ شديد "كل فصل على حدة" من حيث كل الجوانب حتى يخرج الفصل بأفضل صورة من حيث اللغة والأحداث والفكرة.

٢-أستعين بأصدقاء فلسطينيين لضبط أجزاء محددة من الحوار وأيضًا الثقافة الخاصة بالبلد، وهذا لأن جزء كبير من أحداث الرواية يقع في "فلسطين".

٣-بعد إنهاء المراجعة الأولى، أراجع عليها مرة أخرى بعد شهر من المراجعة الأولى على الأقل...لرؤية الأخطاء بصورة أوضح.

٣-عند إنهاء مسودة الرواية أقدمها لأكثر من كاتب أعرفه وأخذ الملاحظات والعمل عليها إن تبدَّى لي أنها دقيقة.

٤-بعد ذلك أراجعها المراجعة الأخيرة، وأرسلها لمدقق لغوي، ثم أعرضها على المصمم ليضع الغلاف وهذا طبعاً بعدما أستقر على الإسم بنسبة 100%

أنا الآن وصلت للمرحلة الثانية، وأضبط "الحوار وثقافة البلد" مع أحد الأصدقاء من غزة.

إليكم أيها المجتمع الراقي..ما رأيكم في هذه الإستراتيجية؟ وما هي النصائح التي تقدمونها لي عموماً وأنا على مشارف الإنتهاء من روايتي الأولى؟