طبعا مقولة "لا تحكم على الكتاب من غلافه" من أشهر عبارات النصح النبيلة التي نتلاقاها أو نلقي بها على حد السواء، لكن موضع الاستفهام هو هل فعلا نعمل بها أم أنها مجرد كمال لا يجد غير عالم المثل مكانًا له.

نسبة كبيرة من جمهور القراء تعتمد في اقتناءها للكتب على معيار أساسي؛ "من هو المؤلف"، صيت الكاتب أو مدى الاهتمام بمؤلفاته السابقة هو ما يدفعهم إلى اتخاذ قرار اقتناء جديد مؤلفاته لمجرد أنه هو مؤلفها. وليس الأمر متوقف لدى مدى شهرة المؤلف عن نفسي مثلا أمضيت سنوات الجامعة أنتقي دور نشر محددة إذا ما رغبت في اقتناء كتاب يخدم فكرة بحث من بحوثات الجامعة، ولست الوحيد الذي كان يختار بناء على دار النشر؛ فالدار أيضا يمكن أن تكون الغلاف في هذه الحالة والذي نحكم به على الكتاب !

بعيدا عن المحتوى المكتوب؛ فجمهور المحتوى المرئي بدورهم يتابعون المحتوى بناء على صانعه، لعل ما يبرر ذلك هو انتشار جماهيرية الـVlogs والروتين اليومي.

هذا ربما يفتح السؤال بجدية عن مدى العمل بواحدة من أكثر النصائح تداولا: "لا تحكم على الكتاب من غلافه"، ألا نحكم فعلا على المحتوى بناءً على عوامل أشبه بأن تكون غلافًا؟