أغلبيتنا ككتاب في هذه المعمورة قد نسعى أن تكون أحرفنا مفتاح الذي نعبر به لقلوب القراء، ولكن مع الأسف قارئ اليوم لم يعد كالسابق، ربما بالأمس كان بإمكاننا أن نضمن تفاعل القارئ مع المضمون لعدم وجود مشتتات تحيط به، ولكن اليوم، أصبح القارئ انتقائيا في خياراته، والعديد من الكُتاب قد لا يدركون أبرز الخصائص الذي يتميز بها القارئ الرقمي أثناء تعرضه للمضمون:

  • قارئ اليوم قلق وغير صبور لا يحبذ المقالات الطويلة أو تلك التي تتضمن الإعلانات أو تحميلات.
  • قراء اليوم لا يقرؤون كلمة بكلمة بل يركزون على العناوين الكبرى والفرعية فقط، وإذا لم يجد ما يبحثون عنه يغادرون مباشرة.
  • يقوم القارئ بعملية مسح المقال من الأعلى إلى الأسفل دون القراءة مباشرة من أجل استخراج أهم المعلومات التي يبحث عنها.
  • لا يحبذ قارئ اليوم الجمل الطويلة بل يفضل تلك القصيرة والواضحة الخالية من الغموض.
  • يحبذ قارئ قارئ اليوم المواضيع الواقعية القريبة تحاكي مستواه الاجتماعي والمعيشي.

 الخبير في مجال تجربة المستخدم جاكوب نلسنJakob Neilsen قام مع فريقه بدراسة سنة1997 من خلال القيام باختبار على عدد من المبحوثين الذين عرضت عليهم صفحات الويب من أجل فهم سلوك المستخدم ومتابعة حركة العين البشرية أثناء القراءة الرقمية وتدوين ملاحظات تعبر عن الفروقات بين القراءة العادية بالاعتماد على تقنية خريطة تتبع حركة العين Eyetraking Heatmap .

 نتائج الدراسة أشارت إلى أن 79 بالمئة من المبحوثين قاموا بعملية المسح للمقال المعروض أمامهم قبل قراءته، أما 16 بالمئة فقط من قرؤوا بشكل حرفي للمضمون، وعليه تم الإقرار بأن العين البشرية تقوم بحركة شبيهة بحرف (F) أثناء تنقلها من أعلى الصفحة إلى أسفل ومن اليسار إلى اليمين، ومن خلال الشكل المرفق يبين اللون الأحمر المساحات التي نظر إليها كل شخص وبالأصفر المساحات الأقل اهتماما بالنسبة له.

ولكن هل كاتب اليوم يأخذ بعين الاعتبار طبيعة قراءه أم يبحث أن تكون كلماته واضحة وفقط؟ والعديد من الأسئلة الأخرى التي تجعلنا نعيد حساباتنا للمواضيع التي نكتب حولها، والكاتب الناجح كما وصفه الكاتب أحمد خالد توفيق هو الذي عندما تقرأ له يشعرك بأنك أفضل مما توقعت أو أسوأ مما توقعت...

في الأخير، ما الخصائص الممكن أن تضيفها في قارئ اليوم؟ وهل تشعر بأنك كاتب ناجح من خلال مفهوم الكاتب أحمد خالد؟