كيف أخبر صديقتي أن كتابها رديء؟ وأقدم لها نقدا يساعدها على التحسن

لدي تجربة مع كتابي (حرف على ضفاف النبض) ما ان انهيته حتى اتصلت بصديق لي وقلت له انني قد انهيت كتابي نصوص ادبية واريد منك مراجعته.

على الفور قال لي ان المحتوى الادبي ملك لصاحبه، ولكنني سوف اساعدك في الضبط النحوي والطباعة وبنفس الوقت سوف يترك انطباعاته على النصوص ...

لقد انتظرته 3 اسابيع وكنت قد ارسلت الكتاب ايضا للعديد من الاصدقاء لنفس الغرض. ولقد اكتشفت بالفعل ان هناك فروقات في اسلوب التعامل مع ان طلبي كان محدد في سطر واحد فقط .

اليوم استطعت عمليا وعلميا ان افسر طبيعة الفروقات في التعامل مع نصوصي بين الاصدقاء ... واود اضافة ان من يقوم بالتصويب لكتاب يجب ان يكون مبدعا في نفس المجال او في زوايا ابداء الرأي وكذلك ان تكون له تجارب سابقة.

ما رأيكم في الموضوع؟ ولو كنتم محلّي ماذا كنتم ستفعلون؟

المنهجية التي عرضتها رائعة وتتناول أهم الجوانب في الكتاب، حيث أنني أجد نقد الجزئيات أفضل من النقد العام الذي قد يكون متطرفاً أو غير واضح مثل أن تقول : كتابك سيء ، كتابك رائع ! ولكن أن تمسك جزئية جزئية وتحدد مواطن القوة والخلل فيها هو الأفضل والأكثر إنصافاً برأيي .

في النقد لا يوجد مجاملة، ويجب عليها هي ككاتبة طلبت رأيك في ما تكتب أن تكون أكثر مرونة وتقبلاً لكل الملاحظات التي تملينها عليها مهما كانت، والواجب عليك أنتي أن تتحلي بالإحترافية قدر المستطاع في بناء نقدك دون مراعاة للإعتبارات الأخرى كالصداقة والقرابة وغيرها .

 فهل لديكم حلول من اجلي؟

نعم إعادة الكتابة عملية مرهقة جداً حتى إن كانت هذه الإعادة مجرد إعادة تسمية وهذا هو ما أستصعبه كثيراً !

اليوم الجميع يألفون الكتب، دون أن يكونوا على قدر جيد من العلم والمعرفة اللغوية والثقافة، برأيي أن تكوني صادقة معها مئة بالمئة، لأنها وبعد عدة سنوات حين تعود لهذه المسودة ستعلم ما كان العمل الكارثي الذي قمت بنقده وستشكرك على ذلك، لكن في حالات أخرى أفضّل عدم التدخل، حيث طلب مني في أحد المرات تقييم كتابة واحدة من زملاء الجامعة فكانت مسودة كتابها عبارة عن منشورات كانت تكتبها على الفيسبوك قصيرة مليئة بالأخطاء وخالية من الأفكار، وحين حاولت أن أناقشها بأن هذه الكتابات لازالت غير ناضجة لتصبح كتاب، ادعت أنني أصبت بالغيرة لأنها ستنشر كتاب وأنا التي ألقب بالكتابة لم أقدم على هذه الخطوة، ولذا ففضلت عدم إبداء رأيي إلا في حالات نادرة وتستحق.

في طريقتي في النقد أعتمد على الصراحة وليس الوقاحة أو المداهنة، فأنا أشيد بالأشياء الجيدة في العمل وأعطيها حقها، وأقول وبصراحة عن الأشياء التي أراها سيئة أو الأشياء الغير مقنعة أنها "سيئة" دون تجمل أو مواربة.

فمؤخراً أخبرني أحد النقاد أنه إذا كان يحب صديق له "روائي" فإنه لن يكون صريحاً معه بخصوص نقد كتابه فالفنان بطبعه شخصية حساسة، ولكنه قال أيضاً " أما لو كنت أحبه أكثر فسأكون صريحاً معه"

بمعنى أنه من الممكن أن يخاف على مشاعره ويتسبب في نشر الكتاب بأخطاءه ولكن الأفضل أن تشير إليه إلى الأخطاء بصراحة وحكمة حتى بعمل على تعديلها واخراج الكتاب في أفضل شكل.

أهم ما أفعله حين أقدم نقدي لرواية أو كتاب، أنني أقدر مجهود الكاتب أولاً، لأنه من المؤكد أنه قضى وقتا طويلاً حتى يصل إلى تلك النقطة.

ومن ثم أفصص الكتاب وأتحدث عن كل شئ فيه بالتفصيل، والكاتب الواعي هو الذي سيتقبل الكلام ويأخذ بما اقتنع به منه.

طالما نقدك اقل قسوة من الواقع منطقيا وعاطفيا الافضل ان تنتقديها بصراحة

 فهل لديكم حلول من اجلي؟

من حين لآخر أقوم بكتابة خاطرة ونشرها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أقوم بنشرها باختيار انا فقط، ثم وبعد النشر ابدأ في قراءتها مجددًا بصوت عالي لسماع وقع الكلمات على أذني، لأجد أني لا ارتاح لكلمة معينة، أو أن جملة ما لو كتبت بصيغة أخرى لجاءت بشكل أفضل وهكذا، فابدأ في التعديل، وقد يصل التعديل إلى أكثر من عشر مرات. وعندما اشعر أن وقع الكلمات على أذني أصبح أفضل، واني تمكنت من الوصول إلى أفضل ما يمكنني أقوم بنشرها، أحيانا ارسل الخاطرة إلى من اعرف أن رأيهم صريح لا مجاملة فيه قبل النشر، ليعطوني ملاحظاتهم

ما رأيكم في الموضوع؟ ولو كنتم محلّي ماذا كنتم ستفعلون؟

الآلية التي ذكرتِها فعالة وهي طريقتي في ذلك، فأنا اقوم بالآتي:

مراحعة الشئ المراد نقده، والبدء بالحكم على الأشياء الجيدة فيه

ثم أذهب إلى النقاط التي أراها سيئة وأقول: هذا شئ جيد نوعا ما، لكنه أقل من قيمتك ولو كان كذا لكان أفضل

وبعد تفنيد النقاط غير المناسبة أقول: العمل جيد، نعم فيه نقاط كذا وكذا يمكن أن تكون أفضل وأنت تستطيع إخراجها بشكل أفضل، وتحتاج إلى تعديل، لكن العمل بشكل عام جيد وفيه نقاط كذا وكذا جيدة جدا، وإذا عدلت النقاط السيئة سيكون جاهزا تمام في أفضل حلة له.