نذهب إلى غرفتنا بعد منتصف الليل فهو الوقت المفضل لدينا حيث يبدو الخيال أقرب إلى الواقع فى هدوء الليل وسكونه، نمسك بقلمنا ونبدأ بالكتابة.
لكن هل لاحظت أننا عندما نكتب .. نكذب؟ نعم أحياناً نكذب، قد لا نقول الحقيقة؛ فالقارئ في بعض الموضوعات قد لا يكون من الباحثين عن الحقيقة فهو يبحث عن شيء يلهمه حتى ولو لم يكن حقيقياً!
بالإضافة لذلك فبعض الكُتّاب يعيشون في زي شخصياتهم ويندمجون معها ومع قيمها وسعيها السامي، بينما هم بعيدون كل البعد عن هذه الحياة فى حياتهم الخاصة، فهل هذا يُعد كذباً؟!
برأيي، الكاتب وإن كان هو المُحرك الرئيسي للشخصيات وهو المسئول عن تنوعها واستقلاليتها وما بها من خير وشر، غير أنه غير منفصل عما توصله هذه الشخصيات من رسالة بشكل أو آخر.
شخصياً، إني أحاول جاهداً عدم استخدام واقع موازى في كتاباتي قد يُحسب علىّ كذباً وخديعة للقارئ، فمثلاً لا أميل لوضع الشخصيات في مجتمعات مضللة كمجتمعات "الكومباوند" الفاحشة الثراء التي تظهر في المسلسلات الدرامية، وإن كانت شريحة موجودة في المجتمع إلا أنها ليست سائدة وليست أغلبية لتكون محور كتاباتي!، فأنا أؤمن بأن "كل إنسان كاتب.. إذا صدق مع القلم" كما تقول الكاتبة شيماء فؤاد.
فما رأيكم فيمن يكذبون في كتاباتهم ويصورون للقارئ واقع بديل وحلم جميل غير موجود من الأساس؟
التعليقات