لماذا بعض الرجال يلومون نسائهم على كل مكروه؟ ... من ثلوج كليمنجارو لهيمنجواي

في مسلسل ذات حدث نفس الموقف، تنكسر رجل عبدالحميد أثناء استحمامه في البانيو، فيلوم ذات لأنها أصرت على تغيير الحمام وتركيب سيراميك بدلاً من حكامهم المتهالك!

بهذه الطريقة لن يتمكن عبد الحميد من الذهاب إلى تدريب مهم في عمله، المفاجأة أنه قبل ما يعود للمنزل كان عارف أنه لم يتم قبوله في التدريب، لكنه أراد أن تشعر ذات بالذنب ويجعلها شماعة لفشله!

المفاجأة بقى أن يمكن عبدالحميد وأمثاله يصدقوا كذبتهم !

بعض الأشخاص لا يحتملون فكرة أن المشكلة قد تكون فيهم أو في الظروف، فيبحثون عن شخص يعلّقون عليه الخطأ، وغالبًا الزوجة هي أول من يتعرض لذلك.ويسقطها على أقرب شخص له ، لأنها الأقرب والأكثر أمانًا للتنفيس وبعض الاوقات مثل تبادل الأدوار الإنسانية فأحيانًا يكون هو المتعب وأحيانًا هي فيحدث العكس . وهاري لو لم يحتضر لعاش في سعادة 😁

احتمال خوفاً أن تدرك تقصيره فتصب عليه لومها...

حيلة دفاعية.

هاري كاتب يحتضر وبسبب ذلك بدأ بالتفكير في كل ما أراد فعله ولم يفعله...لكنه الآن يحتضر ويلومها على تقصيره

كان هاري يحتضر بسبب المرض وهو في سن صغيرة ومن الصعب عليه مفارقة الحياة كأي شخص وكان يشعر بفوات العمر والفرص، لم يكن ينبغي على زوجته أن تنسى كل ما قدمه لها أثناء الزواج، وتنسى آلامه وحسرته على مفارقة الحياة لكي تتذكر فقط لوم وعتاب صغير تفوّه به في ساعات شدته واحتضاره!

ربما تم اقتصاص جزء صغير وعرضه، وقد تكونين نسيتي بدون قصد ضمير المتصل هو في جملة:

أعتقد أن فكرة قيام الرجل بلوم زوجته على تقصيره...

لتصبح " أعتقد أن فكرة قيام هذا الرجل بلوم زوجته على تقصيره..."

أعتقد أن فكرة قيام هذا الرجل بلوم زوجته على تقصيره، رغم أنه هو من فقد عمله، ليست منطقية تمامًا. المرأة بطبيعتها تبحث عن الاستقرار، وإذا وجدته فإنها تبدأ بالبحث عن الرفاهية، ولا ألومها في ذلك، فهذه هي طبيعة البشر عمومًا.

عندما يفقد الإنسان عمله، فإن ما يثقل عليه ليس فقط الجانب المادي، بل الضغط النفسي قبل كل شيء. وإن توفّر له الدعم النفسي الكافي، فاحتمالية نهوضه من جديد تكون كبيرة جدًا.

وهنا يظهر دور الزوجة. الشجارات بين الأزواج أمر طبيعي، فهما شخصان قادمان من خلفيات اجتماعية وفكرية مختلفة، والتفاهم بينهما يتطلب تنازلات متبادلة، وصولًا إلى ما يُعرف بـ"التقبّل": تقبّل الاختلاف، وتجاوز الهفوات الصغيرة، خاصة تلك التي لم تكن مقصودة والتي قد تؤدي إلى سوء الفهم. هذا لا يعني أن نتغاضى عن كل الأخطاء، أو أن نقبل سلوكيات تستنزف طاقتنا أو تمسّ كرامتنا وتقديرنا لذواتنا.

عندما يفقد الرجل وظيفته، قد تمارس عليه المرأة بعض الضغوط، أحيانًا بنية حسنة، على أمل إخراجه من حالة اليأس التي يعيشها. لكل امرأة طريقتها في ذلك، ولكن من الأفضل أن لا يتزامن ذلك مع فترات الاضطراب الهرموني لديها، لأن الرجل حينها سيكون في وضع لا يسمح له بالتعامل مع حالتين مضطربتين في آنٍ واحد.

الرجل في هذه المرحلة يشعر بالعجز، ويُستحسن التعامل معه كما يُعامل المراهق: إما أن يُترك ليجد طريقه بنفسه، أو أن يُنتشل تدريجيًا من حالة اليأس بدفءٍ وتعاطف.

أما بخصوص الكاتب، وحسب ما صرحت به، فلا أرى لزوجته يدًا في "كسله" بالرغم من أننى لاحضت انحيازا لامها بالرغم من أنها تحبه، أتذكر بعض الأسخاص الذين يقومون بكوارث، وعندما تلومه وتطالب بالتفسير يجيبك أنه لم يفعل شيءا . او تجد أحدهم يبكي ويطالب بتعويض لا لأنه صاحب الحق بل لأنه هو من وصل اولا للقاضى ، الطرف الآخر ربما لا يمكنه المشي بسبب ما تعرض له، والقاضي هنا لا يمكنه سماع إفادهووالأسوء إذا تم تهديده من قبل المعتدي، دائما هناك جزء محذوف من القصة ، ساعدته وآذاني أين هو الفاثل بينهما والأصح أي هي الحقيقة أو الدافع

وبالنسبة للشخص الآخر، لا بد أن هناك عاملًا مؤثرًا في السلوك. وقد تحدثنا سابقًا عن أهمية التقبّل وتجاوز الأخطاء، لكن في لحظات الأزمات، يرتكب الطرفان خطأ شائعًا وهو استحضار "سجل الأخطاء" وطرحه فجأة، وكأن أحدهما يحاكم الآخر. ومن يروي القصة، غالبًا سيروي جانبه منها فقط، متجاهلًا السلوك الذي أثار المشكلة من الأساس.

سأختم بحكاية واقعية أرويها كما أتذكرها: أحد الأشخاص توقف عن العمل لفترة بسبب مرض، وكان يجلس مع زوجته رغم أن كلامها لنقل أحيانًا يخرج عن حدود اللباقة، لكنه كان يتجاوز ذلك معتبرا أنها لا تقصد الإساءة. في أحد الأيام، قالت له : "يبدو أن هناك خطبًا في أنفك". فردّ عليها بابتسامة ساخرة: "عندما كان عندي المال، لم تري ذلك الخطب".

عندما تتغير المعطيات... تتغير النتائج.

لو كانت عندي زوجة رومنسية ووفية وجميلة ومثقفة وميسورة لن يطاوعني قلبي وعقلي لألومها أبدا ...هل فهمتي قصدي ؟

يبدو أن الموقع نسائي ولديهن الكثير من الفراغ و أغلب مواضعيهن مقتبسه من كتابات ومواقع أجنبية .

طرح مهم جدًا ، وأتفق معك أن الزوجة كثيرًا ما تتحول إلى الحلقة الأضعف التي يُلقى عليها لوم التقصير أو ضغوط الفشل، لأنها الأقرب ولأن البعض يظن أنها ستبقى مهما حدث. لكن الحقيقة أن هذا السلوك لا يعكس قوة الرجل بل ضعفه، فإلقاء المسؤولية على الطرف الآخر هروب من مواجهة النفس وتحمل تبعات الاختيارات.

يبقى السؤال: متى يدرك بعض الأزواج أن الشريك ليس شماعة لتعليق الأخطاء، بل سند لتجاوزها معًا؟

طبعًا يلومها! ويجب أن يلومها! لأنها السبب الأساسي، وليس مجرد عامل مساعد. هل تريدين معرفة الحقيقة التي لا يجرؤ أحد على قولها؟ ما يسميه العالم حبًا ورعاية ودعمًا من الزوجة هو في الحقيقة أقوى سم يُمْنَى به عقلُ وإرادةُ الرجل. إنهن يقتلنَ العظماءَ برِقّةٍ. هي لم تكن راعية له، بل كانت الذئبة التي تلبس جلد الخروف. أموالها؟ لم تكن سوى الطُعم الذي من خلاله اشترت رجولته، وخصت فحولته، وحولته إلى دمية في صالوناتها. لقد قدمت له كل شيء مادي ليأخذ منه كل شيء معنوي: كبرياءه، طموحه، وحتى فشله في النهاية لتصبح ملكة على أنقاضه.

الرجل الذي لا يجد عملًا يلومها لأن بيتها ليس سوى مقبرة للطموح. بيت لا يسمع فيه إلا همسات التذمر ونبرات الشكوى. كيف له أن يغزو العالم وعقله مشغول بحساباتها المادية وصراخها الذي لا يتوقف؟ الخلافات التي تُفلسه؟ هي من يفتعلها لتبرر عجزه وفشله، ثم تلعب دور الضحية عندما ينهار

فلا تطلبي من الرجل أن يكون شريكًا مع من جعلته أسيرًا في أقفاصها المذهبة. اللوم هو آخر صرخة لرجل مقطوع الأوصال، يعرف أن سجّانه هو أول من يجب أن يحاسب.