أذكر كم كنت أحب الجرائد وأنتظر أن يحضر أحدًا من العائلة" الجورنال" ثم اتلهف لأن يتركه أو قد لا أستطيع الانتظار حتى ينتهي الشخص من القراءة أو حل الكلمات المتقاطعة فأقوم بأخذ بعض أوراق الجريدة لأقوم بقراءتها جانبًا ..... العدد الأسبوعي، الكلمات المتقاطعة، أخبار الحوادث، ملحق السيارات، ملحق الأسئلة التعليمية كلها أشياء كان يسمعها أو ينتظرها كل منا لكنها صارت في طي النسيان مع الاختفاء المؤسف للجرائد.
كانت الجرائد هي مصدر المعرفة الأول والقريب لكل الناس من كل فئات المجتمع، فكنا نجد بائعًا للجرائد في كل مكان تقريبًا، وكنا نجد الجرائد في يد المعلم والطالب، الكبير والصغير، يحمله أحدهم للقراءة على المقهى أو أمام دكانه الصغير أو على مكتبه في العمل، ثم مع انتشار الإنترنت وظهور منصات التواصل الاجتماعي تحولت الكثير من الوكالات الإخبارية من طبع الجرائد الورقية إلى إصدار مواقع إلكترونية إخبارية لتواكب العصر الجديد وتقلل من تكلفة الطبع وتجني أرباح هائلة من المشاهدات والإعلانات الإلكترونية.
والآن بدأت أفكر في الكتب هل يمكن أن يكون مصيرها نفس مصير الجرائد؟! فتكلفة الورق والطبع غالية ولغلو الثمن تقل المبيعات وأيضًا تستغل ذلك مطابع وشركات فتقوم بطباعة نسخ غير أصلية مما يضر بدار النشر والكُتاب ويؤثر على الأرباح، كما ظهرت عدة منصات وتطبيقات إلكترونية للكتب فأصبح المستخدم من خلال اشترك شهري يمكنه قراءة ما يريد بصورة شرعية تضمن لأصحاب الكتب والروايات حقوقهم، لذلك أشعر أن نفس سيناريو الجرائد يتكرر مرة أخرى.
كنت أحب الجرائد وأخشى أن يأتي اليوم الذي أقول فيه كنت أحب الكتب 😞
التعليقات