في رواية إمرأة في الظل لعبد الجليل الوزاني يعرض لمشكلة الحب الأبدي وتحاول أن تغامر باكتشاف معنى الحب والمدى الذي يمكن أن يصل إليه ما يمكن أن نسميه الحب الحقيقي.

للحب سلطان لا يعلمه إلا العاشقين، بعد اجتماع ليلة واحدة ستجعل البطلة زينب تعيش أسيرة طوال حياتها لحب لم يثمر إلا ابن خطأ، اختار أبوه أن ينكر ما فعل ويبدأ حياة جديدة مستقرة مع أخرى في مكان آخر، ورغم الهجران والنكران وخطر الموت وجميع الظروف السيئة التي عانتها البطلة التي كانت أسباب جد كافية لنسيانها ذلك الحبيب غير المسؤول، ومسح كل ما يتعلق به من ذاكرتها التي لم يخلف فيها من وراءه إلا الحرقة وآلام التخلي، ويشاء القلب أن يبقى الحب ملتهبا في جوفها طوال سنين بل ويزيد ويتأجج مع كل ذكرى.

الواقع مليء القصص المشابهة، لنساء ورجال توقف بهم الزمن في لحظة حب كانت أولى أن تكون لحظة عابرة، كنت اسمع قبل أيام قصة أمرأة أحبت جارها وخطبت منه ولم يكتمل النصيب، ثم سافر وبقي حبه في قلبها 45 عاما، حتى بعد أن تزوجت، لكن بمجرد أن عاد من الغربة عادت مجددا إلى حرقتها وتقلبها كما لو كانت قد أحبته للتو... ومئات القصص المشابهة تحدث كل يوم.

السؤال: لماذا قد يختار شخص ما أن يعيش بقية حياته على حب طيف شخص آخر رغم أنه يعرف أنه لم يكنن يعنيه سوى نزوة أو مضيعة وقت؟ لماذا يظل الشخص أسير قصة حب عاشها رغم انتهائها؟ هل للحب مدى معين يجب أن يتوقف فيه أم أن الحب لا يعرف الخيبات؟ هل يبنى بالمواقف أم أنه لحظة سحرية وتناغم وانسجام غير مفهوم ولا يمكن التنبؤ به أو وضع حدود له؟

بما أنني من جيل التسعينات الحالم الرومنسي الذي كان محظوظا شيء ما بعرفة الحب البسيط والأبدي كما اختره أجدادنا والأجيال القديمة الطيبة التي لم تطمس الرأسمالية إنسانيتها بعد، أفهم جيداً حب زينب وأستطيع أن أجرم أن الإنسان الصادق يمكن أن يعيش على خيال شخص أحبه طول العمر ولو كان يملك منه مجرد صورة فقط دون أن يصل إليه حتى...وأعلم أن هذا في العلم النفس يُفسر أنه مجرد غباء عاطفي، لكن بعض العلم يخطأ أحيانا.

ما رأيك: هل توافقني في الرأي أم تخالفني، وما هو الحب الحقيقي وإلى أي مدى يمكن أن يصل حسب ظنك؟