لا يخفي على أحد منا أن الحياة مليئة بالتحديات والصعوبات التي تجعلنا نعيش في حالة من القلق والتوتر الدائم، فنحن نتذكر ماضينا الذي قد يكون مؤلماً، ونفكر في مستقبلنا الذي قد يكون غامضاً ومخيفاً. ولكن الحقيقة هي أن السعادة والسلام الداخلي يمكن أن يتم تحقيقهما فقط من خلال التركيز على اللحظة الحالية، وعدم الانشغال بالماضي أو القلق بشأن المستقبل

وهذا ما لفت نظري عند قراءتي لكتاب "The Power of Now"  للكاتب إيكهارت تول والذي يعد  أحد الكتب الرائدة في مجال النمو الشخصي والتطوير الذاتي. وينص الكتاب على أن الوعي الحالي والتركيز على اللحظة الحالية هو المفتاح لتحقيق السعادة والسلام الداخلي في حياتنا. 

لكن لماذا يجب أن نركز على اللحظة الحالية وعدم التفكير في الماضي أو حتى المستقبل؟ ببساطة لأننا في هذه اللحظة نستطيع أن نتحكم بها، كما أن عيشها يساهم في تخفيف توترتا، علاوة على ذلك نحن لا نعلم كيف ستسير الخطط مستقبلًا.

السؤال الذي يطرح نفسه، كيف يمكن أن يؤثر التركيز على اللحظة الحالية على صحتنا النفسية والجسدية؟

فالكثير منا يعيش حياته بشكل آلي وميكانيكي، يشعر بالتوتر والقلق بسبب ماضيه أو مستقبله، دون أن يتمتع باللحظة الحالية ويعيشها بكل وعي وقبول. ولذلك، ينصح الكتاب بضرورة التركيز على اللحظة الحالية، وتقبل الأمور كما هي بدون تقييد أو تحكم من الذهن.

الكاتب قدم الكثير من النصائح في كتابه والتي تجعلنا نركز على اللحظة الحالية من ضمنها؛ الاسترخاء والتأمل والتفكير الإيجابي والتواصل مع الطبيعة وممارسة اليوغا والتأمل.

وباختصار، يقول الكتاب: "لا شيء يمكنك فعله في الماضي، ولا شيء يمكنك فعله في المستقبل، يمكنك فعل شيء فقط في اللحظة الحالية، وذلك هو الوعي الحقيقي والتركيز الحقيقي على الحياة".

وانت ما رأيك؟ و ما هي تجربتك في التركيز على اللحظة الحالية؟