من منا لم يسمع عن كتب سحرية تجعلك تقرأ أفكار الآخرين؟ ليس بمعنى حرفي ولكن أن يجعلك الكتاب عن طريق بعض الصور والحركات أن تعرف ما يفكر به الآخر. أهو يكذب؟ أم يتصرف بطريقة دفاعية؟ وكيف تؤثر طريقة سلامه عليك ومكان ذراعه ووقفته ونظرته. يقولون إنه عن طريق تحليل لغة جسد الإنسان يمكنك معرفة الكثير عنه. 

ويستعينون بلغات جسد لأشخاص نعرف بالفعل ما هم بصدده. ألم يروك فيديو رئيس ما وتمجدوا في لغة جسده التي توحي بالثقة؟ أو رئيس أخر في قاعة محكمة ولغة جسده التي توحي بالكذب. رغم أننا عرفنا فعلًا أنه يكذب هل كان من الممكن معرفة هذا من لغة الجسد فقط وليس الأدلة؟ هل ترتبط هنا المسببات بالنواتج أم العكس؟

لهذا السبب وأسباب أخرى قال البعض إن هذه الكتب تنتمي لكتب التنمية البشرية (خاصة النوع غير المفيد منها) فحتى لو كانت للجسد لغة يمكن قراءتها فهذا لا يعنني أنه يمكن التنبؤ بها على أفعال وتفكير الشخص ولا يمكن لبضع حركات عشوائية أن تخبرك إن كان من أمامك يكذب أم لا ولكنها قد تخبرك ببضع حركات لتجعلك تبدو أكثر ثقة. 

وأقول هنا تبدو فقط لأنها لا تبني ثقتك من الداخل بل تجعلك من الخارج فقط تبدو بطريقة معينة عن طريق أشياء معينة ولكن أليس من الأجدر أن نتعلم كيف نبني ثقتنا بأنفسنا على أسس صحيحة وسليمة بدلًا من تعلم لغة جسد الواثقين؟

هذا غير أن التركيز المبالغ فيه على لغة الجسد قد يجعلنا نخطئ الفكرة أكثر من أن نصيب. فالشخص الذي يعقد ذراعيه ليس عليه أن يكون هجوميًا أو غاضبًا يمكنه أيضًا أن يكون شاعرًا بالبرد! وليس كل من يحك أنفه يكذب يمكنه أنه يكون متوترًا فقط أو يشعر بالحكة! 

لذلك فالتركيز على العلامات الجسدية الصغيرة وترك النقطة الأساسية (مثل تحري الصدق عن طريق الحقائق في المثال السابق) قد يكون له تأثير سيء في تضليلنا بدلًا من إرشادنا للحقيقة. 

ولذلك فبعد كل ذلك بالنسبة لكم هل تعتقدون أن كتب فهم لغة الجسد خدعة كبيرة فعلًا أم نحن فقط من نسيئ استخدامها؟