كثير منا ربما قد سمع عن رواية ملك الذباب أو درسها في فترة المدرسة. ومحبو القراءات الكلاسيكية يعرفونها على وجه الخصوص

الرواية Lord of the flies من كتابة الكاتب البريطاني ويليام جولدنج ونحن نتحدث عنها عن المدرس الذي انضم إلى البحرية في الحرب العالمية الثانية ثم خرج ليكتب لنا هذا العمل الذي سيدفعه لنوبل في النهاية. 

ملك الذباب عبارة عن مجموع حياتيّ هذا الشخص كمحارب في الحرب ومدرس في المدرسة فهي عن مجموعة من الأطفال الذين تتحطم الطائرة التي تنقلهم من قلب أحد المعارك في حرب نووية كبرى. تتحطم الطائرة على سطح إحدى الجزر وهنا تبدأ المغامرة. 

الجزيرة هي جنة لهذا العالم القاسي الذي كتبه جولدنج ففي وسط تلك الحرب العالمية كان بها الملجأ والطعام والدفء والكنوز ومجموعة من الأطفال بدون أي بالغ. لكننا نرى ذلك العالم وهو يتحول إلى عالم سوداوي مليء بالصراع على السلطة والفساد والاستبداد حتى صارت الجزيرة ساحة حرب أخرى بين الأطفال. 

وبدون حرق كبير في الأحداث يطرح الكاتب فكرة مهمة على لسان الأطفال عندما قالوا: "لقد فعلنا كل ما كان سيفعله الكبار فأين أخطأنا؟" وربما معهم حق في ذلك. كونهم أطفالًا فهذا لم يجعل الكاتب يعفهم من الخطايا والمطامع الإنسانية التي يحاول الدين والقانون والمجتمع تهذيبها على الدوام. وقد أرانا المجتمع وهو يتشكل من النقطة الأولى ليصبح أسوأ نموذج ممكن منه بينما العالم في الخارج يحترق. 

كل الموارد التي كان من الممكن استخدامها بدأ التصارع عليها ومن ثم حرمان الجميع منها واقتصارها على فئة صغيرة ثم قامت ثورات الأطفال ضد بعضهم ثم قاموا بقمع تلك الثورات وكأن قصة هؤلاء الأطفال قد تمثلت فيهم تاريخ البشرية بأكملها!!

واتساءل هنا: بوجود الإنسان الجشع الراغب دائمًا في السلطة والمال والنفوذ والسيادة. أتتحول كل جنة إلى جحيم؟