هل جربت أن تنظر نظرة سريعة في هاتفك الجوال وبالخصوص في إحدى وسائل التواصل الإجتماعي لمعرفة آخر المستجدات؟ ترى هل كانت نظرة سريعة بالفعل كما نويت أم أن الأمر استمر لساعات!
في العام الماضي وقبل قراءتي لكتاب "الماجريات" للكاتب الشاب إبراهيم السكران كنت أفعل ذلك عدة مرات في اليوم، أقول لنفسي سأدخل لأرى إشعارات الفيسبوك ورسائل الواتساب التي أرسلت إلي ثم أغلق فوراً، ولكني لم أكن أغلق الهاتف إلا بعد وقت طويل من متابعة الإشعارات والرد على التعليقات والتفاعل على المنشورات والإلتفات باهتمام للمهاترات ومتابعة الرسائل التي تفرعت لمواضيع ومواضيع والوقت يمر دون أن أشعر!
حين قرأت الكتاب انتبهت لذلك حيث وجدت فقرة تشبه حالي وقتها إلى حدٍ كبير، يقول فيها
"تناول كتابه الذي عزم على قراءته ضمن برنامجه العلمي، وتهيأ للمطالعة، وقبل أن ينهمك في القراءة خطر له أن يفتح هاتفه الذكي ليأخذ جولة خاطفة على آخر المستجدات، وفي خلده انه لن يتجاوز عدة دقائق فقط، وبدأ ينقر الصفحات يسحبها تباعا في شبكات التواصل، فرأى الناس يتحدثون عن واقعة حدثت قريبا، فتاقت نفسه لمعرفة تفصيل موجز عنها، أخذ يبحث قليلا، يراوح بين المواقع والمعرفات، فلما استوعب الحدث، شده التهاب التعليقات على الحدث واشتعلت عدة وسوم على أثرها، ثم تفاجأ أن الأمر تطور من التعليق والتعقيب، إلى الردود ونقض كل تيار لموقف الآخر، ووقع وهو في أتون الجدل على تعليقات طريفة لبعض الظرفاء، أو ردود قاصمة لبعض الأذكياء، فأخذ يصور بعضها بهاتفه ويرسلها لبعض الأصدقاء والمجموعات التواصلية، ثم بقي مترقبا ردة فعل الأصدقاء، فجاءته بعض الردود ونشأ نقاش تواصلي داخلي آخر، ثم لم يستفق إلا على صوت المؤذن يفجؤه وقد حضر وقت الصلاة الأخرى وهو لم يغادر الصفحة الأولى من كتابه الذي كان قد عزم على قطع شوط في مطالعته"
ولكن بعد قرائتي للكتاب أصبحت أكثر جدية في التعامل مع الوقت، لا أعرف كيف كنت أفرط به بتلك للسهولة!
يحتوى الكتاب على قصص لعظماء لم تشغلهم الماجريات السياسية أو الحوادث التي تحيط بهم عما ينوون فعله، وأدهشني ما قاله عن الدكتور عبدالوهاب المسيري، كان منشغل بالأبحاث والمراجع التي يتفحصها مروراً بفترة حرب ٦٧ ولم يكن يعرف ولم يضع اي أهمية لذلك الأمر، لأنه كان منشغل بكتابة موسوعته التي أنفق فيها سنوات كثيرة من عمره. وتحمل الكثير من الصعاب لأجلها.
ذات يوم احتسبت عدد الساعات التي أمكثها على وسائل التواصل الاجتماعي فوجدتها حوالي خمس ساعات، عندما استغللت نصف هذه الساعات في تطوير مهاراتي كل يوم لمدة ساعتين، كانت النتائج في آخر الشهر مذهلة بالنسبة لي، ومن هنا كانت بدايتي لتقدير الوقت والإهتمام بالإستثمار فيه، فالإستثمار فيه مجدٍ للغاية على المدى البعيد.
وبعدها توصلت لأن أعمل جدولاً يومياً يحتوى على ما ينبغي علي فعله. ومع الوقت أصبح لدي القدرة على الإبتعاد عن السوشيال ميديا و "الماجريات بأنواعها" لأيام عديدة دون أن ألاحظ أن شيئاً ما ينقصني.
حدثونا عن تجاربكم بخصوص استغلال الوقت، وما هي الإقتراحات والنصائح التي تقدمونها لمدمني الماجريات والأحداث والسوشيال ميديا؟
التعليقات