نبدأ يومنا بمجموعة من العادات، وقد نقوم بها ولا نتذكر أننا فعلناها، فأحيانا أغسل أسناني ولا أتذكر أني فعلت ذلك، وبالتأكيد هذا الموقف يتكرر مع الأغلبية منا إن لم يكن مع الجميع.

هذه هي العادة، والتي تكونت ويتم تخزينها بالعقد القاعدية بالدماغ، بعد أن اتخذ المخ القرار بأن المكافأة التي يحصل عليها من هذا الفعل يستحق لأن يكون عادة.

حياتنا كأشخاص مليئة بالعادات جيدة وسيئة، نسعى لتغييرها أو إدخال عادات جديدة، وسيساعدنا بذلك فهم كيفية عمل العادات وكيفية تغييرها وكيفية ترسيخها، وهذا ما ناقشناه بمساهمة نقاش الكتاب على مدار الشهر، وهذا الرابط للإطلاع.

أيضا العادات ليست مقتصرة علينا كأفراد ولكن حتى كمؤسسات، وهذا ما يتناوله الكتاب بالجزء الثاني، وكيف يمكن للقادة خلق عادات من خلال الحوادث والتخطيط.

يليها العادات المجتمعية وهذا الجزء الثالث والأخير، ويطرح سؤالا مهما هل نحن مسئولون عن عاداتنا؟

إذ يقارن بين حالتين مختلفتين أحدهم شخص قتل زوجته وهو يعاني من أهوال النوم ولم يدرك ما فعله إلا بعد وفاة زوجته، فهو قد فعل ما فعله بطريقة تلقائية غير واعية وكان رد فعله يسير وراء الاعتقاد أن هناك معتديا يهاجمه هو وزوجته، وقد تم تبرئة العديد ممن كانوا متهمين بقضايا قتل واغتصاب بسبب أنهم فعلوا ما فعلوه دون وعي وتحت تأثير العادة.

على عكس شخص اكتسب عادة سيئة مثلا كلعب القمار أو التدخين وتسبب في ضرر مجتمعي نتيجة اتباعه لهذه العادة التي اكتسبها وأصبح يتبع رغباته القوية لأداء هذه العادة، هنا لا يشفع له سيره التلقائي أو لنقول المرضي وراء هذه العادة الضرر الذي قد يتسبب به.

الأمر محير فلماذا يبدو أنه يسهل التحكم في بعض العادات، بينما يصعب التحكم في عادات أخرى؟

تقييمي للكتاب

الكتاب ممتاز ويستحق القراءة أكثر من مرة. لكن لأوضح أمرا الكتاب لن يقدم خطوات فعالة وسحرية للتخلص أو اكتساب أو تغيير العادات.

فالأمر مختلف من شخص لآخر ومن عادة لأخرى، ولكن هو يقدم برأيي ما هو أهم فهم آلية عمل وتكوين العادة ومنها إلى كيفية تغييرها وترسيخها أو اكتساب عادات جديدة.

ومنها سنتمكن من التحكم بعاداتنا وتغييرها أو اكتساب عادات جديدة بصورة أفضل ونصبح لدينا القدرة على أن نكون نحن من نتحكم بها لا العكس.

أخبروني ما هي العادة التي ترغبون بتغييرها بحياتكم، وما هي العادة الجديدة التي تودون اكتسابها، وهل لديكم خطة لذلك؟