كتاب العادات الذرية: القليل دائم خير من الكثير منقطع

منذ فترة، قررت أن أخصص 15 دقيقة يوميًا لتعلم لغة جديدة. كان الأمر يبدو بسيطًا جدًا، لكن مع مرور الوقت، بدأت ألاحظ تغيرات ملحوظة. كنت أستخدم تطبيقًا يساعدني على ممارسة الكلمات والقواعد، وفي كل يوم أضيف بضعة كلمات جديدة إلى مفرداتي.

بعد شهرين، قررت أن أشارك ما تعلمته مع أصدقائي من خلال محادثة قصيرة باللغة الجديدة. لم أكن أتوقع أن أتمكن من التحدث ببعض الجمل بسهولة، ولكنني فعلت! كانت تلك اللحظة مثيرة جدًا بالنسبة لي. ما بدأ كخطوة صغيرة تحولت إلى تجربة ممتعة ومفيدة.

المهارات أو العادات البسيطة تتراكم مع الوقت - دون أن نلحظ - وتكبر لتتمثل في صورة نجاح واقعي.

أيضًا أحب أن أضيف أن كثيرًا ممن يفشلوا في بناء عادات والمداومة عليها يقعون في فخ شهير هو محاولتهم الإكثار من مقدار التعلم في اليوم الواحد ظنًا منهم بألن ذلك سيسرع من معدل تقدمهم فيما يتعلمونه أو العادة التي يبنونها ولكن الأمر عكس ذلك تمامًا وغالبًا ما تتمثل نتائجه العكسية في تركهم للعمل بعد فترة وجيزة.

أنام مؤمن بهذا الأمر جداً، فالإستمرارية على شئ ولو كانت بسيطة تأتى بثمار عظيمة مع مرور الوقت ولكن المرء يتعجل النتائج، فلايصبر على الشئ القليل المستمر ويتعجل الكثير الذى حتماً لابد وأن ينقطع.

هذه الطريقة أطلق عليها الكاتب اسم قاعدة الدقيقتين وهي طريقة نستخدمها لعلاج التسويف أو تأثير أكراسيا، والذي يجعلنا لا نكمل ما نبدأه أبدا، لذا جاءت هذه القاعدة إعمالا بأن القليل سيدوم وسيأتي بنتائج غنية أفضل من الاندفاع ثم التوقف، فغالبا ما نجد نماذج حولنا عندما تبدأ بشيء جديد تنفع به جدا مثلا القراءة تجد الشخص يقرأ الكتاب بيوم أو اثنين وفجأة ينقطع حتى بتعلم الدورات، لذا الحل تخصيص مدة قليلة لا تؤثر على يومك إطلاقا بحيث لا يكون هناك عوائق بعد ذلك تظهر فتعطلنا على المضي بما نفعله

بروس لي كان له قول يدعم نفس الفكرة:

"أنا لا أخشى الشخص الذي تدرّب على ألف ركلة، ولكني أخشى الشخص الذي تدرب على ركلة واحدة ألف مرة."

صحيح.. سحر التراكم يذهل أول ما يذهل صاحبه إن شاء الله، ولكن التوقف وسط الطريق يبطل هذا السحر..