من خلال مواجهة التحديات والضغوطات، لا نتعرض فقط للاختبار، بل نبدأ أيضًا في بناء قدراتنا بشكل لم نكن ندركه من قبل. كل تجربة صعبة تمنحنا فرصة لنمونا وتطورنا، وتجعلنا أقوى مما كنا عليه قبلها.

عن الكتاب

في كتابه "ما لا يقتلك"، يستعرض (سكوت كارني) كيف أن التعرض للتحديات والضغوطات يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على القوة البدنية والعقلية للفرد. يقدم الكتاب أدلة علمية وتجارب شخصية تدعم فكرة أن التحديات الصعبة قد تؤدي إلى تحسين الأداء وزيادة المرونة.

هل هذه النظرة المتفائلة واقعية؟

نعلم أن تأثير الضغط النفسي على الأفراد يختلف باختلاف سماتهم الشخصية، وظروفهم. ثم إن لكل شخص قدر مختلف من المرونة الشخصية، والاستعداد النفسي. ففي الحياة الواقعية، نرى أن الناس تختلف ردود أفعالهم:

  • عند موت شخص مقرب: في حين أن البعض يتألم لكنه يرضى، وتكون هذه التجربة نموا له على مستوى مشاعره، وفهمه للحياة. ونجد شخص آخر يدخل في حالة انهيار عاطفي كامل، وتتعطل حياته تماما.
  • عند التعامل مع المرض المزمن: أيضا، فمنهم من يرونه تحديا لقدرتهم على التكيف والتحمل، وفرصة للتطور والنمو نفسيا. ومنهم من يعيش حالة من القلق والتوتر والانعزال، ويرفض تقبل الوضع.

لذا، هل التأثير الإيجابي للضغوطات حقيقي فعلا بالنسبة للجميع؟ وهل التعرض لبيئة صعبة بالضرورة يؤدي إلى القوة والنمو الشخصي، أم أن هناك عوامل أخرى تؤثر على هذه العملية؟