أدب الرحلات هو أدب مهمل في الوطن العربي ، و عادةً ما يكون الاقبال عليه ضئيل إلى حد ما ، كون الناس تفضل السفر الى باريس مثلاً بدل قراءة كتاب يتحدث عن الأخيرة . فما رأيك بالموضوع ؟ و كيف هي علاقتك بأدب الرحلات ؟ و ماهي الكتب المعاصرة التي ترشحهـا ؟
هل يغني أدب الرحلات عن السفر ؟
استمتع بقرائته جدا جدا، وأكثر الكتاب الذين كان لديهم القدرة على إيصالي بالكلمات والوصف وكأني بالمكان نفسه كان الكاتب أنيس منصور، بداية من كتاب حول العالم في 200 يوم وهو كتاب ثري جدا، وكتاب أعجب الرحلات في التاريخ، وأطيب تحياتي من موسكو.
>كون الناس تفضل السفر الى باريس مثلاً بدل قراءة كتاب يتحدث عن الأخيرة
برأيي لن يفضل أحد قراءة كتاب عن بلد أكثر من زيارتها في حال كان متوفر لديه الإمكانيات التي تسمح له بالسفر، أما ولأن فكرة السفر والتنقل حول العالم مكلفة جدا فتكون الكتب من هذا النوع هي الحل بالتأكيد.
هل تصدقين أن هذه الكتب كانت هي بداية علاقتي بالقراءة يا نورا، البداية تحديدا كانت من كتاب غريب في بلاد غريبة!
الحكاية بدأت من رغبة والدي في أن أتوقف عن قراءة مجلات ميكي للأطفال، وقتها كنت في المرحلة الثانوية، وأراد والدي أن أبدأ في قراءة كتب وروايات موجهة للكبار أكثر، طبعا في البداية كنت رافضا للفكرة تماماً، ورغم أنه كان لدينا مكتبة زاخرة بالكثير من الكتب الرائعة إلا أنني لم أفكر يوما في الإطلاع على أي منها، أتذكر كم كان والدي يعتني بها أشد العناية، يحرص على الاطلاع عليها من وقت لآخر وترتيبها بشكل واضح محدد، فالكتب الطبية في جانب، كتب التاريخ في جانب، والدينية في جانب، وهكذا.
وذات ليلة كان يقرأ هذا الكتاب، فسألته عن محتواه حيث أن العنوان قد جذبني، فأخبرني أنه شبيه بمغامرات بطوط حول العالم ولكن للكبار هههههه!
قمت بأخذ الكتاب وبدأت فيه، وأنهيته في ثلاثة أيام، وكان إنجاز عظيم بالنسبة لي، ثم بدأت رحلتي مع القراءة.
لقد أصبحت أرشح تلك النوعية من الكتب لمن يرغب في القراءة من الشباب، وخصوصاً إذا كان من المبتدئين أو ممن كانوا يقرأون وأصابهم الفتور بعد ذلك.
البداية تحديدا كانت من كتاب غريب في بلاد غريبة!
البداية لدي بأدب الرحلات، كانت كتاب حول العالم في 200 يوم، وأحببني جدا بالقراءة في هذا النوع لأقصى درجة حتى أني بت لفترة أبحث عن هذا النوع من الكتب.
لقد أصبحت أرشح تلك النوعية من الكتب لمن يرغب في القراءة من الشباب، وخصوصاً إذا كان من المبتدئين أو ممن كانوا يقرأون وأصابهم الفتور بعد ذلك.
صحيح، افعل ذلك أيضا لأن الكتب بها متعة وبساطة بلا حدود، ويجعلك تنهي الكتاب دون عناء، لذا تكون فرصة جيدة لمن يريد أن يقرأ أو يدخل مجال القراءة.
ليس من الصواب أن يغني أدب الرحلات عن زيارة الأماكن، فإن للمكان شأنه الخاص، روحه ورائحته وبصماته بداخلنا، الكتب تجعل الإنسان يسافر بخياله لأماكن كثيرة، هذا صحيح، وليس من الضرورة أن يزور الإنسان كل مكان في العالم، لكن كلما يتمكن من السفر يقوم بهذا، وعلى أي حال لن يتساوى الوصف الثري للأماكن الوارد في أدب الرحلات عن الزيارة الحقيقية، رغم أن الكتاب يكونون متقنين للغاية، ويصفون الأماكن بصورة بالغة في الدقة، وينقلون شيئًا من روحها إلى نفس القارئ.
أنصح بقراءة رواية (أمير بلاد السند) للكاتب الشاب المصري ضياء الدين خليفة، فهذا الشاب واعد واستحق الكثير من الجوائز الأدبية، وهو يأخذ القارئ إلى رحلة رائعة في البحر وجزره، بأسلوب غني بالوصف والحركية والخيال.
لا تغني أي تجربة محاكية للتجربة الواقعية عن مزاولة التجربة نفسها، لكننا أرى أن أدب الرحلات يمتلك تلك الشريحة العريضة من جمهور المحبين والمؤيدين نظرًا لأنه يجمع بين عدة ألوان فنية مختلفة، والتي تتمثل في الكتابة الإبداعية بأسلوب جذاب مشوق وممتع، بالإضافة إلى عوامل الخيال والإمتاع والمعلومات التوعوية والإثرائية، كلها عوامل تتجمّع في بيئة إنسانية خصبة جدًا كبيئة الترحال، وهو ما يمنح القارئ تجربة متعددة الجوانب لا تقتصر على وصف الأماكن والملابس والعادات، وإنما تضعه في إطار واقعي وثقافي آخر يمثّل رقعة مغايرة تمامًا للواقع الذي يعيش فيه.
أدب الرحلات أحد الفنون الأدبية الجميلة ويمكنني القول بأنه من أجمل الفنون، و زيارة مكان معين ليس مبررًا عدم قراءة كتاب عنه، ففي كتب الرحلات يصف الكاتب الأماكن التى زارها و المصادفات والاحداث ومعلومات من وقائع حية تمثلت أمامه.
أما عن الكتب التى أرشحها هي كتاب أين تذهب طيور المحيط و 30 يومًا في المستقبل.
أتفق بأن كتب الرحلات كتب مُسلية ومُمتعة بِلا شك ،وخاصًة عندما يخبرنا الكُتاب عن الأماكن التي تمت زيارتها والقصص والأحداث التي مروا بها وابراز لنا جمال البلدان الأخرى وهذا مارأيناه رحلة ساحلية من روما إلى بلاد الغال لروتيليوس كلوديوس ناماتيانوس ورحلات ماركو بولو و رحلة بعنوان هدية لمن يتأملون في عجائب المدن وعجائب السفر لابن بطوطة
ولكن هذا لا يُغني إطلاقًا عن السفر،فعندما تعيش التجربة على أرض الواقع هل تشبه القراءة من الكتب؟! هناك رائحة وملمس للأماكن التي زيارتها ،الخيال غير موجود هنا ،الواقع والحقيقة هي سيدة الموقف هنا،،لِذا برأيي السفر له نكهة خاصًة بلا شك.
و ماهي الكتب المعاصرة التي ترشحهـا ؟
أتفق مع علا في ترشيحي كتاب (أين تذهب طيور المحيط) للكاتب إبراهيم عبدالمجيد ، فهو يقدم لك في الكتاب سبع رحلات لسبع مدن من روسيا شرقًا إلى المغرب غربًا.
التعليقات