يستقي ستيفن كينغ أفكار العديد من قصصه، من أعمال كلاسيكية في الأدب الإنجليزي، ولا أعرف هل يرفض الاعتراف بذلك، أم أنه يلمح فقط، ولا يصرح ولا مرة تقريبا بفعله ذلك، عدا تفاخره بأنه يستهلم بعض أعمال الكاتب الأمريكي الكبير ناثانيل هوثورن في قصصه (بالأحرى هو يعيد صياغتها من جديد).
آرائكم وقراءاتكم
دخلت ورشة كتابة مع الكاتب السوري حسن سامي يوسف وأوّل ما دخلنا قال لنا كطلاب: لا تحاولوا، كل الأفكار قد تم طرحها والكتابة عنها وكل المواضيع قد نوقشت فلا تبحثوا عن الجديد بل عن زوايا أخرى في القديم نفسه - هذا تماماً ما يصنعه أي كاتب الحقيقة، هو يبني على غيره ويتأثر بغيره فيأتي نتاجه قريباً من الموضوعات وقريباً من الأفكار ولكنه لا يمكن أن يكون بأي حال من الأحوال ذات المنتج أو سرقة، النسخ واللصق واضح وبيّن ولا يحتاج تحقيقات، وهذا لا نراه ب ٩٥% من أدباء العالم. أن نشعر بأنه سرق هذا بسبب أننا نعتقد أن الأصالة الأدبية هي اختلاق من عدم وهذا غير صحيح، بل هي إضاءة جديدة لموضوع قديم أو مُناقَش سابقاً.
لا أتفق في نصف ما قلته، معك حق حول أنه لا جديد تقريبا تحت الشمس، ولكن هناك أعمال أصيلة، أكثر أصالة من غيرها، وهناك أعمال تزعم أنها تقدم زوايا جديدة بينما هي تلوك كل ما سبق، كلامك حول الـ 95% من الأدب متفائل جدا عزيزي، متفائل أكثر من اللازم.
ولأشرح لك أكثر، كيف أنني أتبع نفس التيار حول أن الأفكار كلها تم تداولها، اقرأ هذا المقال
وكما يقول بيكاسو، الفنان الجيد يقلد، الفنان العظيم يسرق، ولكن حتى في هذا هناك سرقات خيبانة وأفكار مستهلكة. مقدار السطحية المنتشرة في العالم، لا يمكن أن نعزوه اعتباطا إلى5% فقط!. ولا أحب استعمال النسب المئوية لأنها غير صالحة للتشبيهات اللغوية، وبالطبع أنت لا تقصدها ما دام لم تعتمد على إحصائية دقيقة حول ذلك.
يمكن أن نعزوه اعتباطا إلى5% فقط!.
سأتفق معك لو كان يمكنك أن تذكر لي أسماء ١٠٠ كاتب عربي حالي يمارس السرقة الأدبية بكتاباته، إذا لم نستطيع عدّ ١٠٠ على الأقل فأنا هنا أعتقد أن نتيجتي لها وجه من الصحة هنا في هذا المقام.
سأتفق معك لو كان يمكنك أن تذكر لي أسماء ١٠٠ كاتب عربي حالي يمارس السرقة الأدبية بكتاباته
جميل جدا، هل أنت مستعد؟ @Diaa_albasir
ولكن علينا أولا، تعريف السرقة الأدبية، هي عندي لا تخرج عن حالتين بينهما مستويات عديدة؛ إما تطوير لفكرة قديمة حتى لو خرج العمل على نحو جيد، تظل الفكرة مسروقة، وفي أحسن الأحوال غير أصيلة.
الحالة الثانية، هي مجرد تكرار لمجموعة من الأفكار النمطية، السطحية، إلى درجة الاستهلاك فوق ما هي عليه بالفعل؛ أفكار مستهلكة.
لو اتفقت معي على ذلك، وأردت أمثلة، سأعطيك الكثير، رغم أنني أميل إلى عدم تذكر هؤلاء الذين لا مكان لهم إلا النسيان.
ليست لهذه الدرجة، هو متأثر بأفكار هوثورن جدا، وصرح بذلك في كتابه، on writing، عن تأثيرات هؤلاء الكتاب عليه، ويظهر ذلك في كتاباته كما قلت ولكن ليس إعادة الصياغة ولكن ربما بالسمات، ولا أجد الأمر غريبا، فأغلب الكتاب يبنون على ما قبلهم من أعمال.
فعلا؛ هو متأثر به، ولا يٌخفي ذلك على الإطلاق. بل يعتبر الأمر لغزا ويريد من القارئ أن يكتشف التلميحات والإشارات في كتبه للأدب الكلاسيكي. أراه نوع من التقدير، والإعجاب. وهذا موجود في معظم المجالات، فالكل يقضي فترة متعلما، ثم يدخل في مرحلة التقليد والتجارب بغرض الفهم الأعمق، ثم الإنتاج والبناء فوق ما سبق.
يستقي ستيفن كينغ أفكار العديد من قصصه، من أعمال كلاسيكية في الأدب الإنجليزي
ممكن امثلة لتوضيح فكرتك ؟
مقبرة الحيوانات مأخوذة فكرتها عن قصة قصيرة بعنوان مخلب القرد الذهبي لكاتب اسمه و. يعقوب.
الضباب ليس إلا محاكاة في إطار من الخيال العلمي لبعض ظواهر أحداث ما قبل يوم القيامة كما في العقيدة الإسلامية، مؤطرا إياها ببعض معتقداته هو حول مسيحيته الخاصة.
برج الظلام، بطلها مأخوذ عن عدد من الشخصيات كلها رعاة للبقر، حتى أن كاتب أقل قيمة مثل ستيفن جرانت Steven Grant اتهمه بسرقة الشخصية عن إحدى سلاسل قصصه المصورة، والتي انتهت في فترة الثمانينات.
التعليقات