لعل البعض سيتهمني بالهرطقة في حق الفسلفة! بالله عليك لا تفعل واسمع مني ولا تعجل. فهل ما زلنا اليوم بحاجة إلى الفلسفة و خاصة فلسفات أرسطو؟! أعتقد لا.

لأضرب لك مثالاً على ما أقوله . وهي قضية قدم العالم او حدوثه. تلك القضية التي أعضلت عقول الفلاسفة على مر العصور ولم يحلها إلا العلم حديثاً. يا ترى ماذا يقول أرسطو في قضية قدم العالم و مسوغاته؟ يعتقد أرسطو بأن العالم قديم غير حادث. ولكن مهلاً، ألا يعقتد أرسطو في وجود الصانع و المحرك الاول؟! نعم وهذا مشهور في فلسفته. غيره أنه يعتقد أيضاً بأزلية العالم. ولكن كيف ذلك؟ كيف يتفق القول بأزليًة العالم و أزلية الصانع في آن؟!!

يقول أرسطو أنًنا كبشر في فعلنا للأشياء فإنً ذلك يكون بان نريد أن نفعل الشيئ. الإرداة أولاً. ثم يأتي دور الفعل. ولكن هل فعلنا يتطلب زمناً؟ نعم، إنً صنعنا للأشياء فعل علاجي يحتاج إلى زمن قل أو صغر. يقول أرسطو: وليس هكذا يفعل الإله. بل إنً الصانع أراد أن يخلق العالم وبما أنً فعل الخلق منه فعل غير علاجي فهو متعلق فقط بإرادته. هنا أرسطو يتفق و اعتقادنا نحن المسملين.

الخالق يريد فيكون موضوع إرداته في التوً ؛ لأن موضوع إرادته لا يتخلف عن الإرادة قط. وبما إنً إرداة الخالق لا يحول دونها حائل- لأنه مطلق القدرة - فإنه ليس ثمة مسوغ أنً يتأخر موضوع الإرادة عن الإرداة ذاتها!! لقد صدعتني يا أرسطو!! هل الخالق سبق العالم أم أزلي معه؟! ثم يتفلسف أرسطو مجيباً بأنً الخالق لم يسبق العالم في الزمان بل سبقه كما تسبق المقدمة نتيجتها!!! بالضبط كما نقول: النار تصهر المعادن و الحديد معدن إذن فالنار تصهر الحديد. فالصانع سبق العالم سبق منطقي!!! أي هراء بربكم هذا؟!! لو كان أرسطو حياً لعلم أن نظرية الإنفجار العظيم تقول بحدوث الكون و ليس بقدمه وأًنه مخلوق من العدم المحض. غير أن فلاسفة اليونان ومن ضمنهم أرسطو لم يقدروا على تصور ان العدم ليس بمعدوم بل هو موجود.

والآن أيها الأصدقاء: هل ما زلتم تولون الفلسفة كبير احترام؟ أم أنها هراء في هراء؟ ولماذا ما زالت تدرس في المدارس؟