"قضينا سنوات عديدة في التعليم ومع ذلك لم يعلمنا أحد أن نحب أنفسنا."
لماذا؟
أكاد أجزم أن التعليم الدراسي لم يعلمنا شيئاً نستفيد منه على الصعيد الشخصي أبداً، ولم يعلمنا كيف نكون أناس يفكرون ويشعرون، ألقى لنا فتافيت علم كما تلقى فتافيت الخبز للطير، ودفعنا للحياة حتى تعلمنا كل المفاهيم الأخرى المهمة، كالثقة بالنفس وحب الذات والتعامل مع مصائب الحياة ومحاربة الإحباط واليأس والحذر، كل ذلك تعلمناه بتجاربنا، منها ما كدنا نفقد معه حياتنا، ومنه ما أثقلت كاهلنا قسوة التجربة حتى تعلمنا.
لذلك من ينتظر من التعليم أن يعلمه كل شيء، فسيخرج إلى مجتمعه جاهلاً بحقيقة الحياة لا خبرة له في مجاراتها، نحن من نقرر أن نتعلم كل هذه المفاهيم، ولا نرمي المهمة على عاتق التعليم .
نحن جلبنا على حب النفس، فلسنا بحاجة لتعلمها، بالعكس غالبا ما نحتاج أن نتعلم العطاء لكن ما يمكن تعلمه هو كيف نحب أنفسنا، فهناك أشخاص لا يعلمون كيف يحبون أنفسهم، وهذا يقودهم لظلم انفسهم بشكل أو بآخر.
لذا يجب أن يتعلموا كيف يحبون أنفسهم ويتقربون منها ويتحدثون معها ويبنون جسر الثقة ويزرعونه، وكما يقول جبران خليل جبران "دلل نفسك وحن عليها" فبدلا من انتظار أحد يمنحنا الاهتمام والحب علينا أن نمنحه لأنفسنا وندلعها وتدريجيا هذه الوسائل ستخلق نفسا جديدة قوية تتمكن من مواجهة مصاعب الحياة.
نحن جلبنا على حب النفس، فلسنا بحاجة لتعلمها، بالعكس غالبا ما نحتاج أن نتعلم العطاء لكن ما يمكن تعلمه هو كيف نحب أنفسنا، فهناك أشخاص لا يعلمون كيف يحبون أنفسهم، وهذا يقودهم لظلم انفسهم بشكل أو بآخر.
صحيح أننا مجبولين على حب ذواتنا وتقديرها، ويمكنك ملاحظة ذلك في سلوك الطفل، ولو تجربين التقليل من قيمة طفل سيرد عليك ويغضب ويحتجّ، لكن الخطأ في التنشئة.
وهذا الطفل الذي سيحتج ويدافع على نفسه، سيخبرونه أن يصمت وأن لا يرد على الكبير، وهكذا... تتم عملية التشويه وطمس الذات حتى ينشأ الطفل بشخصية مهزوزة، وقد تصل لكره واحتقار الذات.
لا أعمم لكن هذا ما نراه في واقعنا، وما عملت عليه مواقع التواصل الإجتماعي هي تقديس عملية حب الذات وكل مؤثري مواقع التواصل يتحدثون عن حب الذات.
على أنه تدليل النفس، في حين هو عملية أعمق من ذلك تتمثل في تزكية النفس، ورفعها وتطويرها وتنمية مهاراتها وفكرها...
هذه مقولة العظيم شكسبير وردة. بالتأكيد نحن بحاجة إلى أن نحب أنفسنا قبل أن نحب الآخرين، لأنه ببساطة حب الاخرين يأتي من حبنا لنفسنا، لهذا لابد أن نقبل بمحاسننا وعيوبنا.
حب أنفسنا يعني أننا بنينا الثقة في أنفسنا ولكي نحب أنفسنا لابد من معرفة ذاتنا. وتقبل عيوبنا. فلا نتضاهر ونتصنع بأشياء ليست موجودة بنا، لأن ايهام أنفسنا بأشياء غير موجودة بنا يعني أننا سنذهب في طريق مسدود، لن نشعر بالثقة.
أيضًا الرضا بما قسمه الله لنا و عدم مقارنة أنفسنا مع الآخرين. التطوير من أنفسنا من خلال تعلّم مهارة ما، القراءة، الكتابة اليومية. ممارسة التأمل والحصول على قسط من النوم ، ممارسة الرياضة، الاهتمام بغذائنا الصحي و مكأفاة أنفسنا. كل هذه الأمور كفيلة بأن تجعلنا نحب أنفسنا.
هناك فرق بين حب أنفسنا وبين الغرور، عندما أحب نفسي فأشد ممتنة لما قمت بها في حياتي ولو كان صغيرًا، لكن الغرور عندما أوهم نفسي بالاكاذيب حول ما قمت به، مع أنني لم أقدم أي شيء في حياتي ولكنني أتفاخر بهذه الاكاذيب.
حب النفس مطلوب اليوم لغرس الثقة في أنفسنا ومواصلة حياتنا سواء بعيوبها أو بمميزاتها.
حب النفس شئ يعاش ولا يدرس، لانه لا فائدة من دراسة شئ نظري ولا يتم تطبيقه، لا فائدة من انني اعلم كيف احب نفسي ومع ذلك استمر في إذائها، الاصح ان اعيش ظروفا ولحظات اعلم فيها بأنه لا يوجد شئ أحسن من غير هذه النفس، الرفيقة التي تقف معي في السراء والضراء وبالرغم من كل المأسي تظل بجانب صاحبها، هنا اتعلم كيف احب هذه النفس ولا افعل الا ما يرضيها.
لا أظن أنه من واجب المدرسة تعليمنا كيف نحب أنفسنا، فالمدرسة يفترض أن تعدنا اكاديميًا ووظيفيًا - بيد أنها لا تفعل ذلك في دولنا- ولكن أظن أن مهمة الأهل أن يزرعوا مثل هذه المفاهيم ويوجهونها بالاتجاه الذي ينفع الطفل، لأنني أرى أن حب الذات أمر بتكون مبكرًا جدًا.
التهيئة النفسية والتوعية بالصحة النفسية للفرد جزء من الإعداد الأساسي يا زينة، فدور المدرسة لا يقتصر إطلاقًا على الإعداد الأكاديمي والتجهيز لسوق العمل وحسب، وإنما يعتمد على التقويم السلوكي، والتحليل الخاص بالجانب الشخصي، إصلاح المزيد من الزوايا والتفاصيل الخاصة بالبنية النفسية للطفل. وبالتالي فإننا نجد العديد من أطقم الصحة النفسية والإصلاح الاجتماعي لها الدور الأساسي في منظومة المدرسة التعليمية. أنا على عكس ما ترينه، أرى أن العملية التعليمية لها دور عملاق في هذا الصدد.
لا أعتقد أن هذا الأمر قابل للتطبيق في دولنا، فنحن لا زلنا نقف متأرجحين في مدى موثوقية المناهج وفعالية الأساليب التعليمية، ولذا فإن انشغال الناس وانتظار أمور مثل الصحة النفسية في مدارسنا لهو ضرب من التفاؤل الساذج، يجب التركيز على العملية التعليمية الأكاديمية، وأما الجوانب الأخرى فيمكن للأهل الاعتناء بها.
لكنني أتمنى أن تصبح المدارس أماكن أفضل وتؤهل الطالب لكل مناحي الحياة لا الأكاديمي فحسب.
قضينا سنوات عديدة في التعليم ومع ذلك لم يعلمنا أحد أن نحب أنفسنا."
ليس هذا فقط، الكثير من الأشياء التي لم يعلمنا اياها في الحياة، حتى تخرجنا ودخلنا معترك الحياة، صحيح أن منظومة التعليم لم تعلمنا، لكن مسألة تعليم الطفل كيف يحب نفسه وكيف يقدرها وكيف يعتني بها مسؤولية الأهل قبل المدرسة.
لكن حصل ما حصل، وما علينا فعله هو تعليم أنفسنا كيفية التعامل مع ذواتنا، ضمن وخارج التعليم.
لقد أثرتى نقطة فى غاية الأهمية فأكبر مشكلة يواجهها الأنسان فى حياته هى عدم حب نفسه، فقد تعلمنا أشياء كثير بالحياة ولكن لم نتعلم كيف نحب أنفسنا من خلال تقديرنا لذاتنا والثقة فى أنفسنا، أو حتى لم نتعلم كيف نكافئ أنفسنا ؟! ، فأنشغلنا فى متطلبات الحياة ونسينا أنفسنا، الأمر الذى يستحق المراجعة والوقوف أمام النفس من أجل التصالح معها، ولا أخفى عليكى فنحن أصبحنا فى عصر الرأسمالية الذى يسيطر على الناس ويغلب المصلحة الشخصية، ونتيجة لذلك نادراً ما نجد الأهتمام من الأخرين ولم تعد لدينا القدرة على أبتكار حلول لمواجهة مشاكلنا لكثر الإحباطات التى نتعرض إليها فى حياتنا سواء على المستوى الوظيفى أو الشخصى، ومن هنا لابد علينا أن نجد الطريق إلى حب أنفسنا من أجل تحقيق جميع أهدافنا والوصول للهدف الرئيسى، وهو تذوق طعم السعادة الحقيقة فى حياة يملؤها الكثير من الكفاح والصعوبات.
التعليقات