نتعامل مع الحزن على أنه مرض، ونسعى لنداوِي من يغرق فيه، لكننا لم نفهم من الأساس سبب هذا الغرق.

فالنزول إلى الماء ليس انتحاراً إذا كنت قد تعلمت السباحة، والحزن ليس إلا شعوراً طبيعياً يجب التفاعل معه كما نتفاعل مع المشاعر الأخرى؛ فهو ليس مشكلة في حد ذاته، إنما مقاومته هي المشكلة الحقيقية، فكل ما عليك أن تفعله لكي تسبح هو أن توزع وزن جسدك على الماء ليرفعك، وهكذا الأمر حين نتعامل مع الحزن.

إن الألم الناتج عن الحزن ليس إلا عملية غسيل لقلبك، يجب أن تدعها تحدث بشكل طبيعي بين الحين والآخر، لكي يتمكن عقلك من التفكير بشكل صافٍ، بعيداً عن المشاعر والأحاسيس السلبية.

أما مقاومة لحظات البكاء والضعف والحزن، فإنها تختزن هذه المشاعر في النفس، ولا تعود لديك أي قدرة على التفكير بموضوعية، بسبب كمية الأفكار التي تراكمت في عقلك، وقد ضختها إليه مشاعرك السلبية المختزنة.

الحل هو توزيع تلك المشاعر على جلسات حزن ورثاء للنفس على أوجاعها من وقت لآخر، لكي تشعر نفسك بأنك تواسيها وتشعر بألمها، وهذا ما سوف يحولك من شخص يشتته الحزن إلى إنسان يحزن لكنه لا يغرق فيه.

لذا أطلِق روحك للحزن حين تسمح لك الفرصة، وانفرد بنفسك وتأمل في حالك، وإن قُدِّر لك البكاء فابكِ ولا تحسب دموعك، فالضعف هو عدم القدرة على التكيف، وليست في مقاومة المشاعر قوة.

نحن لا نضرب الماء حين نغرق... بل نحاول أن نطفو لنعيش.