كنت وزوجتي نتحدث عن صديقتها التي أنجبت حديثاً وباركت لها بالمولود الذكر . فقلت لها: ولد .... اكيد طاروا من الفرح لما عرفوا أنه ولد لأنهم بيحبوا الذكور! فقالت: لا عادي ما هم كانوا عارفين من الشهر الثاني بالكشف عن نوع الجنين.
هنا ثار في نفسي تساؤل: لماذا كلما تقدم بنا العلم نفقد معه روعة خبرة تجارب الحياة ومدى إحساسنا بها واستجابتنا لها؟! فلولا وجود هذا السونار، لكان الأهل انتظروا على شوق معرفة نوع الجنين وكذلك كنت أنا من قبل! هذا الانتظار بما فيه من رجاء وشوق وأحاسيس كله اختفى. كمن وعد بهدية وعرف ما هي وقيمتها ومتى تصل إليه! اختفى عنصر المفاجأة وبردت المشاعر. معرفة استسلفناها قبل موعدها فعوقبنا بالحرمان من لذتها.
حتى القبلات الحارة وما سال فيها من مداد الشعراء ومدى روعتها وسرها المطلسم جاء العلم ليقول لنا أن لذة القبلات سببها تفاعل كيميائي وإفرازات هرمونية. حتى تشبيه المرأة الجميلة بالقمر لم يعد ينفع بعد أن عرفنا حقيقة القمر وأنه جسم معتم لا نور ذاتي له....
التعليقات