لماذا تحولت قصات الشعر الغريبة إلى علامة هوية عند الشباب؟

نعم الظاهرة ليست جديدة وكل جيل كان يقلد نجومه في الشكل أو اللبس لكن الآن مع وسائل التواصل صار التقليد أسرع وينتشر أكثر وأحيانًا يصبح وسيلة للشباب ليقول أنا مختلف أو أنا موجود لكن القصات اليوم تغيرت عن زمان وأصبحت أحيانا أبشع وتشبه الغرب أكثر وهذا ما يجعلها غريبة عن بيئتنا وليست مجرد موضة بسيطة كما في الماضي

و لكن ألا يدل هذا على عدم وجود وعيٍ كافٍ بالهوية و معناها، و انسياق الشباب وراء كل صيحة جديدة ينم عن فراغ في شخصياتهم يحاولون سدّه باتباع أي صيحة جديدة للموضة، فما حل هذا؟

الحكم على المظهر وحده غير منصف فعلا قد يبدو شخص أنيق وملتزم في شكله بينما في داخله عكس ذلك وقد يكون شاب بقصة غريبة لكنه محترم وخلوق لكن أظن أن بعض الشباب يستخدمون المظهر كوسيلة للفت الانتباه الأمر ليس دائما مجرد تجمل لأن فى الغالب لا يكون الشكل جميل بل أحيانا يعبر عن رغبة في التميز أو عن ضغوط داخلية قد يكون التقليد للموضة مجرد وسيلة للانتماء للجماعة لأن الشاب أحيانا يخشى أن يظهر مختلف عن أصدقائه فيلجأ لما يفعله غيره حتى يشعر أنه جزء منهم

كثير من القصات المنتشرة لا تبدو جميلة إلى حد ما، بل تبدو ثوريةً أكثر و غير مصففة.

رأيك سليم فعلًا المشكلة ليست في قصة الشعر نفسها بل في النموذج الذي يتم تقليده صحيح أن كثير من الشباب ينجذبون لنجوم الكرة أو بعض الفنانين دون أن يفكروا في قيمة ما يقدمونه بينما لو كان التقليد موجها نحو العلماء أو الأدباء أو أصحاب الأثر الحقيقي لكان الأمر مختلف لكن في النهاية الشباب غالبا ينجذبون للشخصيات الأكثر حضورا في الإعلام والشاشات وهنا يأتي دور التربية والوعي في توجيه الذوق والاختيار ولا يمكن أن نغفل مسؤولية الإعلام وصناع المحتوى لأنهم يبرزون شخصيات معينة ويجعلونها قدوة في أعين الشباب بينما يتجاهلون النماذج الأكثر قيمة هذا ما يجعل التقليد يميل إلى المظهر أكثر من الجوهر

نعم الهوية الحقيقية لا تتبنى على المظهر فقط بل على أثر الإنسان في علمه وأخلاقه وإنجازاته تجربة الشكل شيء طبيعي للشباب لكن الجوهر هو الذي يبقى لذلك من يريد أن يميز نفسه فعلا عليه أن يركز على بناء شخصيته وقدراته قبل قصة شعر أو ستايل يزول مع الوقت تجربة المظهر عند بعض الشباب تعتبر مرحلة للتعلم لكن للأسف فيه شباب يستمرون فيها بدون أن يتعلموا أو ينضجوا فتظل الهوية سطحية

أوافقك أن قصات الشعر ممكن تكون تمرد أو محاولة للتعبير لكن فعلا كثير من الشباب ينجذبون للموضات الغربية فقط لأنها جديدة من غير ما يفكرون في معنى الهوية أو قيمة الانتماء يمكن السبب أنهم يرون أن الهوية القديمة لا تعبر عنهم أو لا تناسب زمانهم هنا يجي دور التوعية والقدوة لأن لو كان عند الشباب رموز يفتخرون بها من مجتمعهم سيتعلقون بهم أكثر من أي موضة مؤقتة

كلامك صحيح جدا الهوية هي الأساس الذي يعطي للإنسان معنى وانتماء ومن يضيع هويته يعيش في فراغ لا يعرف أين يتجه لكن الهوية ليست شيئا ثابتا تماما بل تتجدد مع الزمن وتستوعب المؤثرات الجديدة دون أن تفقد جوهرها الشباب ممكن يجربون في المظهر أو في بعض العادات لكن المهم أن يبقى الأصل موجود وهو القيم والجذور التي تحافظ على توازن الإنسان