أمرٌ أمرُّ به الآن، وأجدُه من أصعب الفترات التي مررت بها في حياتي...

أعيشُ هذه الأيام حالة من الارتباك والقلق الشديدين، إذ تتداخل في نفسي مشاعر متناقضة بين أملٍ يتوق إلى النهوض وحيرةٍ تحاصرني من كل جانب. فترةٌ أجد فيها نفسي تائهة بين توقعاتٍ لم تكن في الحسبان وبين نتائج درجاتي التي جاءت أقل مما تمنيت، أقل مما بذلت من أجله جهداً ووقتاً.

التنسيق جاء مرتفعاً بشكل غير متوقع، والدرجات ردئية لا أستطيع أن أجد لها تفسيراً مقنعاً، فلا أعرف إلى أين أسير، ولا أي طريق أختار. كأنني في متاهة لا أرى فيها مخرجاً واضحاً، أفكر كل يوم كيف أواجه هذا الواقع، وأحاول أن أهدئ من روعي، لكنني أزداد تشتتاً وحيرة.

قلبي وعقلي في صراع مستمر، وأحياناً يغمرني شعور بالشلل، لا أستطيع أن أقرر، تساؤلات لا تنقطع تدور في ذهني: هل أواصل المحاولة؟ أم أستسلم لما هو مكتوب؟ هل أقبل الواقع المرّ؟ أم أجدد الحلم وأغير المسار؟ هل فشلي هذا هو جزء من حكايتي التي علي أن أتقبلها؟

الحيرة تأكلني من الداخل، وأسير في دوامة من القلق والخوف، بين أحلامٍ لم تكتمل وبين واقعٍ يرهقني، أشعر بالوحدة رغم كثرة من حولي، إذ لا أجد من يفهمني حقاً، ولا من يواسي جرح روحي.

ومع ذلك، يرن في داخلي صوتٌ خافت يقول لي: لا تفقدي الأمل، فهذه ليست النهاية، والحياة أبعد من مجرد درجات أو تنسيق. أتشبث بهذا الصوت بين موجات القلق، متذكّرة أن لكل إنسان طريقه الخاص، وأن الفشل اليوم لا يعني فقدان الأمل في غد مشرق.

لا أعلم كيف سأخرج من هذه المرحلة، ولا أملك غير الرجاء في أن أجد طريقاً واضحاً يُنير دربي، أن أستريح من هذه الحيرة التي تأكل قلبي.

إن كان منكم من مرّ بمثل هذه التجارب، أو عرف طريقاً للخروج من دوامة التردد والضياع، أرجو أن يشاركني قصته، وأن يمنحني نوراً لأتلمس به خطاي.

أنا بحاجةٍ ماسة إلى صوت غير صوت قلقي، إلى دعمٍ يعيد لي الثقة، وإلى بصيص أمل يمدني بالقوة لأواصل المشوار.