بـ٢.١ مليون دولار، تُباع حقنة تؤخذ مرة واحدة لعلاج "الضمور العضلي الشوكي"، وهو مرض نادر يصيب طفلًا من كل ١٠ آلاف.

ويحتاج الطفل إلى هذه الحقنة قبل الوصول إلى عمر السنتين.

وإن التكلفة الباهظة تطرح تحديًا كبيرًا، خصوصًا في الدول النامية.

فقد ظهر في مصر، في السنوات الأخيرة، حالات لآباء يطالبون بجمع تبرعات لعلاج أطفالهم المصابين بهذا المرض،

وربما نجحت حوالي ٤ أو ٥ حالات في جمع المال المطلوب.

هذا السعر الخيالي يطرح معضلة لا مفر منها:

هل يجوز لنا التبرع بـ٢.١ مليون دولار لعلاج طفل واحد فقط؟

ألا يمكن استعمال هذا المال لعلاج عشرات الآلاف من الأطفال المصابين بأمراض خطيرة كالسرطان مثلاً؟ فما الذي يميز هذا الطفل؟

وهنا سندخل إلى معضلة أخرى:

كيف يمكننا وضع حد مالي نقول بعده إن علاج هذا الشخص لم يعد يستحق التبرع ؟

بالطبع، بالنسبة لأبٍ يرى طفله ينتظر الموت بين ذراعيه، فالعالم كله لا يساوي دقة قلب واحدة إضافية في جسده الصغير.

لكن، ماذا يدفع المجتمع لأن يمنح طفلًا واحدًا فرصة النجاة، بثمن علاج مئات آخرين؟

المال ليس بلا حدود، والحاجة لا تنتهي.

لكن تظل المعضلة: كيف نوزع هذا المال دون أن نشعر أننا نختار من يستحق الحياة ومن لا يستحقها؟

بالتأكيد، أنا لا أملك إجابة قاطعة،

لكن أظن أن مواجهة هذه الأسئلة ضرورة إنسانية

ومجتمعية، لا رفاهية فكرية.