في مواقع التواصل إلاجتماعي أو العالم إلافتراضي عموما يوجد كلما هو منعدم على أرض الواقع من أشياء حسنة كانت أم سيئة

لبس فيه مكان للحرمان مما يتمنى كل فرد أن يعبر عنه

فيجد فيه كل فرد ما إفتقده على أرض الواقع 

فيه يوجد متنفس لمن لا متنفس له

 هواية لمن لا هواية له

 وصديق لمن لا صديق له

 وفيها أيضا يوجد مجتمع لمن لا مجتمع له

حيث فيه تجد من يفهمك ويحس بمعناتك وهمومك مهما كنت مختلف عن المحيطين بك في تفكيرك وتوجهك أو في مشاعرك

لذلك كلما كنت مختلف في شخصيتك وتوجهك أكثر عن المحيطين بك كلما كنت أكثر رغبة في الكتابة عبر مواقع التواصل إلاجتماعي

لأن إختلافك يجعل أفكارك ومشاعرك غريبة عن المحيطين بك على ارض الواقع 

 حيث لاتجد من يفهمونك فيها

 فتقودك الرغبة والحاجة الملحة إلى مخاطب يفهمك إلى البحث عمن أفكارهم وهمومهم قريبة من أفكارك وهمومك عبر العالم الافتراض المليئ بالأشخاص

 كالفيسوك أو المنتديات 

 فتعثر فيهم عمن هم أقرب إليك فكريا ووجدانيا فيشاركونك الأفكار أو المشاعر

 فيصير العالم الافتراضي هو مجتمعهم الذي تشعر بإلانتماء إليه أكثر 

 وبداتك فيه وكلما إفتقدته على أرض الواقع 

 وصير حضورك في العالم الواقعي حضور جسدي وفي العالم إلافتراضي حضور روحي شعوري وفكري

 والحضور الشعوري الوجداني ألذ من الحضور الجسدي 

فتصير الكتابة أهم وسيلة وأجمل هواية لذيك تبعدك عن الملل والسئم 

كلما كنت عاشق لهذا العالم الهائل 

كما فيه أيضا قيمة لمن لا قيمة له ومكانة لمن لا مكانة له

حيث يمكنك أن تظهر فيه بالشخص الذي تريد أن تكونه بالصورة التي تريد أن يرونك الأخرين عليها وليس التي أنت عليها 

 ففيه فرصة لكل من إفتقد مكانة ما أو هالة ما على أرض الواقع ان يتظاهر بها فطغت فيه الأقنعة والزيف وقل فيه الصدق والحقيقة

والشيئ الوحيد فيه الذي يمكنك ان تصدق أنه حقيقي هو ما يتم طرحه من أفكار أو ما يتم التعبير عنه من مشاعر من خلال ما يكتب أو ينشر من عبارات أو مقالات أو ڤيديوهات 

العالم الافتراضي عالم متحرر دون حدود كل شيئ فيه مطلق سيئ كان أم إجابي دون قيود 

فالكل مارس فيه ما يحلو له دون حسيب أو رقيب فحفل بالكثير مماهو ضار بالمجتمع وأفراده

وهذا طبيعي لا بد منه لأن لا يوجد شيئ جميل يخلو من المساوئ ما المساوئ الكثيرة والعظيمة في شيئ معين إلا علامة تذل على وجود جانب أخر مما هو هائل ورائع 

تلك طبيعة الحياة وما تمنحه الحياة