ك ريادين، موظفين، عملاء، مستقلين أو حتى أشخاص عاديِين، حريٌّ بنا أن نقوم بجرد أهدافنا التي حققناها أو التي لم نحققها خلال العام الماضي، كي نشعر بالفخر لقاء الأهداف التي أُنجزت وفي نفس الوقت أن نأخذ العبر والدروس المستفادة من الأهداف الأخرى التي لم يتم إنجازها بعد.

لو تطرقنا إلى الأهداف التي لم تنجز في عام 2022 أو التي أخذت وقتٌ طويل فوق الجدول الزمني الذي تم تخصيصه لها؛ قد نجد أن ثمة سبب رئيسي في عدم انجازاها و هو أننا قد نسيء تقدير الوقت لتلك الأهداف، فمن مِنا لم يشعر بأنّ لديه متسع من الوقت لتحقيق هدفه وتنفيذ مهمته لكنه فجأة شعر بأنّ الموعد النهائي الذي وضعه للمهمة بدأ يلوح في الأفق ولم يتبقى سوى وقت قليل جدًا على تنفيذ المهمة، لذا تجده يسارع الوقت لإتمام المهمة هذا إن تم اتمامها أصلا بعد!

أنا وأنت وهذا وذاك قد وقع في فخ مغالطة التخطيط Planning Fallacy، وهي تحيز معرفي يُعنى به ميل الناس إلى التقليل من مقدار الوقت في إتمام مهمة بأقل من الوقت الحقيقي المطلوب، ولعل أبسط الأمثلة حول هذا المغالطة هو بناء دار الأوبرا في سيدني، حيث تم اقتراح المشروع في عام 1957 وتم وضع 5 ملايين دولار أسترالي ويكتمل تنفيذه بحلول عام 1963. و لكن الامر مختلفٌ على الواقع حيث تم الانتهاء منه في عام 1971 أي استغرق تنفيذه 14 سنة بدلا من 6 سنوات، علاوة على ذلك تكلفته كانت أكثر من 70 مليون دولار أسترالي بدلا من 5 ملايين! 

 لكن لماذا أخذ المشروع هذه المدة والتكلفة في تنفيذه؟ أو بالأحرى لماذا يقع الكثير منا في مغالطة التخطيط؟ الأسباب كثيرة، لعل أهمها ووفقًا لموقع هارفرد أننا نميل إلى التفاؤل وتجنب التشاؤم حيث يميل الكثير منا إلى التفاؤل و التركيز على مهام ناجحة ومماثلة لمهامنا بدلاً من النظر إلى الأمور بشكل موضوعي 

أسمع البعض يقول: أليس التفاؤل والشعور بالحماس قد يكون عامل في نجاح وإتمام المهمة، وانتِ تقولين يجب أن نكون متشائمين والاطلاع على المعلومات المتشائمة حول هذه المهام؟! حسنًا قد يبدو التفاؤل أمر جيد ولكن على الأقل التفكير في أسوأ السيناريوهات قد ينبئ بأي عقبات محتملة والعمل على مجابهتها ومعالجتها عند حدوثها.

علاوة على ذلك كي نتجنب هذه المغالطة؛ نحتاج إلى الطلب من الاخرين (الذين لديهم تجارب وخبرات سابقة) التحقق من الإجراءات التي وضعناها لمهمتنا بشكل موضوعي وأن نتقبل بسعة صدر انتقاداتهم.

وأنتم؟ ما هي الأهداف التي لم تحققوها في عام 2022؟ هل تنون تنفيذ مهام جديدة هذا العام، سواء مشروع خاص، مهمة ما وخلافه؟