إن الإنسان بلا أمل كشجرة متساقطة الأوراق لا ينتفع منها بظل ولا ثمر، فتراها ماثلة أمامك صورة لا حياة فيها، جردت من مقومات الحسن فلا يلتفت إليها، اللهم إلا ماكان مصيرا محتماً لها فتنتهي قطعة خشب هنا أو هناك، هكذا نحن يا صديقي إذا خبت شعلة الأمل في صدورنا أظلمت أنفسنا فصرنا نتخبط في ديجور اليأس.

إن مقولة (لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس) لا تخبرنا خبراً مجرداً بقدر ما تقرر واقعاً نعايشه ونشاهده فاليأس ضعف يشبه الموت والأمل قوة وفتوة تشبه الحياة فلا تجتمع الأضداد.

أتذكر يا صديقي ليلة كنت تبيت تنتظر صباح العيد؟! كان الأمل هو وحده ما يحدوك، أمل في أن تلبس ثوبك الجديد وتهرول نحو المصلى لتصلي صلاة العيد وتردد التكبيرات وأمل في مبلغ ليس بقليل من المال تحصل عليه من أهلك وأقاربك وأمل في بهجة ذلك اليوم بمختلف تفاصيله.

يا صديقي إن الأمل عبادة أمرنا بها وحسن ظنٍ بالله والله لحسن الظن به أهل، فبحسن الظن بالله وجد يعقوب ريح يوسف وبحسن الظن بالله فتحت أبواباً كانت مغلقة، الأمل هو الطريق الذي نسير فيه إلى غدٍ بإذن الله مشرق وهو القنطرة التي نعبر عليها فوق أودية المصاعب والسفينة التي نقطع بها بحار التحديات.

اصنع الأمل في نفسك وفي نفس كل من عرفك فهو أثر باق لا يفنى حين تفنى أنت؛ فاصنع الأمل توهب لك الحياة.