الإنسان بطبعه إجتماعي... فلما العزلة؟

العزلة مطمئنة. إنه يوفر لك فرصة أن تكون وحيدًا مع أفكارك والتفكير في الحياة أو التركيز على شيء مهم. يمكن أن تكون العزلة قوة كبيرة جدا في حياتنا. نحن بحاجة إلى العزلة للراحة والتفكير وإعادة شحن أنفسنا لأنها تساعدنا على التأمل في شخصيتنا وعواطفنا.

هناك عدة أسباب وراء تفضيل الإنسان للوحدة. العزلة ليست بالضرورة نفس الشعور بالوحدة. إنه شعور بالراحة والهدوء يأتي مع كونك بمفردك بدلاً من أن تكون مع أشخاص على مقربة منك. أولئك الذين يفضلون العزلة يجدون أن البقاء بمفردهم أكثر راحة من وجودهم مع الآخرين لأنهم يشعرون بالراحة والأمان عندما يكونون بعيدين عن الآخرين. هناك أيضًا بعض الأفراد الذين يفضلون ببساطة أن يكونوا بمفردهم بدلاً من التعامل مع مشاكل الآخرين أو القضايا الشخصية طوال الوقت لأنهم يفضلون الصمت والمساحة التي يوفرها لهم للتفكير بأفكار أعمق.

سأجيبك بالنسبه لي وكأنسانه تميل للعزله .

بطبيعتي انسانه الى حد كبير اجتماعيه واستطيع تكوين علاقات طيبه والاندماج بالمحيط الذي اوجد به لكن مع ذلك كثير من الاحيان اميل للعزله وافضلها على كثير من المناسبات لأسباب ومنها

• اجد في العزله الهدوء الذي احتاجه للشعور بالراحه والاستقرار
• الابتعاد عن التجمعات المليئه بالنفاق الاجتماعي او المواضيع التي لا تروق لي
• واحيانا اميل للعزله بسبب ان لدي نوع من الهدوء فعندما تطغى هذه الصفه علي الجأ للعزله
• بالعزله استطيع الاندماج في داخلي اكثر من الانخراط بالمحيط الخارج
• بعض الاحيان لعدم قدرتي على الانخراط بمحيطي لضغوط نفسيه او مشاكل معينه

هذه ابرز الاسباب التي تجعلني الجأ للعزله رغم استطاعتي على ان اكون اجتماعيه بالنهايه لكل شخص اسبابه وهي خيار ان لم تكن بسبب مشاكل نفسيه

كتجربة شخصية أجل مرت السنوات الثلاث السابقة لظهور وباء كورونا، وكانت أكثر سنوات عمري عزلة، كان حينها اعتزالي لعلة نفسية مردها الإحباط والاكتئاب، فلم أكن أحسب للاكتئاب حسابا على أنه مرض جاد، أو على الأقل لم أنظر إليه كالسرطان أو القصور الكلوي أو أي سقم لابد من التعجيل بعلاجه.

مع الجائحة التي شملت العالم منذ قرابة السنتين؛ هناك من الناس من وجدوا أنهم تخلوا عن طبعهم الاجتماعي وراحوا يميلون للعزلة، بالنسبة إلي عكس ذلك هو ما حصل معي، كنت أتجنب الأصدقاء والأقارب، فحل الوباء وأرغمني على الالتقاء بهم..!

وهو ما أدى إلى تخلصي التدريجي من عقدة التجمع مع الناس.

وهل يجدون الراحة عندها؟

لا أدري هل كان عدم ارتياحي مرهونا بالعزلة أم بحالة الحزن..، لكنني متأكد أني لا أزال أفضل قضاء الوقت وحيدا ويبدو الأمر مريحا معي تماما.

هل من الممكن أن نرجع العزلة لعوامل نفسيه؟

هو بالضبط ما حصل معي..

إن كنا نلجأ إلى للعزلة بإرادتنا، فأرى حقًا انها مفيدة جدًا، الجلوس لوحدى لبعض من الوقت قد يفيدني في إعادة حساباتي وتوقعاتي وأفكاري، بحيث أنظر للأمور من منظور موضوعي، وأن أتعامل بشكل أفضل مع المشاعر السلبية التي تنتابني في بعض اللحظات مثل التوتر والقلق. لربما أعد من الأشخاص التي تميل للعزلة والتأمل.

في دراسة نشرت في مجلة Nature Communications في عام 2020 تقول بأن العزلة قد زيادة التحفيز والنشاط في الدوائر العصبية المتعلقة بالخيال. لِذا تحفيز الخيال نحن بحاجة إليه حقا

هناك الكثير من الأسباب التي تدفع الناس لتفضيل العزلة أهمها برأيي هي البيئة المحيطة التي لا تشبههم ولا يجدون أنفسهم فيها. ليس بالضرورة أن يكون الإنسان الانطوائي لديه مشاكل نفسية حقيقية دائمًا، بل قد يكون هذا تفضيله وأنه يجد متعته في أنشطة أخرى لا تشتمل التواصل مع الأشخاص من حوله.

إن كنت قد مررت بتجربة مماثلة مع العزلة فأطرحها.

لا أعلم إذا يحق لي تسميتها عزلة لأنني حافظت على تواصلي مع قلة من الأشخاص في حياتي، ولكنها كانت وما زالت تجربة جميلة، مريحة، وممتعة بالنسبة لي.

ولكنها قد لا تكون كذ لك بالنسبة للعديد من الناس، الذين يلجئون لها بسبب شعورهم بالوحدة والحزن والاكتئاب وليس بسبب رغبتهم فيها. هؤلاء بالتأكيد عليهم السعي للحصول على مساعدة للتخلص من هذه المشاعر.

من المحتمل ان سبب العزلة لدى البعض مضايقات تعرضوا لها من الجماعات، او صعوبة في تكوين العلاقات او عدم رضاهم عن العلاقات التي كونوها في ماضيهم،والحديث من اهم طرق تواصلنا كبشر ربما وجد البعض ان افكارهم واحاديثهم لا يؤخذ بهما على محمل الجد من قبل الاشخاص الاخرين فاختاروا العزلة والصمت ووجدوا فيها عالما افضل من العالم الخارجي الذي يتفاعلون به ويتوافقون او يختلفون فيه مع اشخاص اخرون.

فبدرجة كبيرة من الممكن ارجاع العزلة لحالة نفسية.