علينا أن نحرر أنفسنا من الأمل بأن البحر يوماً سيهدأ، علينا أن نتعلم الإبحار وسط الرياح العاتية. أرسطو
عند قراءة هذه العبارة لأرسطو يخيل إليك أنه يقول عش بلا أمل، لا تنتظر أيامًا جيدة بل فقط خض معاركك وامض بسفينتك. لكن هل نظرة أفلاطون لوجود الأمل من عدمه صائبة؟ هل أفلاطون محق؟
حاولت إسقاط الأمر علي أنا، ترى كيف افهم العبارة؟ وجدت نفسي أنني أفهمها بأنه لا يجب أن أظل في تباكي ونحيب انتظارًا ليوم جيد، بل يجب أن أتعلم مواجهة اليوم السئ لا الهرب منه كما أفرح تمامًا باليوم الجيد. من الطبيعي أن أتعرض ليوم لا تمشي فيه الأمور حسب خطتي، لا يجب أن أتعلق بتصور ما عما يجب أن يكون عليه يومي، يجب أن أكون في حالة سلام مع ما يحدث مهما حدث.
وهذا ذكرني بمفهوم كنت قرأته يتعلق بإن الحياة تصير أسهل حينما تتوقف عن توقع أنها سهلة، أو حينما تتوقف عن مقاومة الأشياء السيئة أو محاولة تجنبها، بل يجب أن تخوض غمارها وتواجه الجزء الضعيف منك الذي يخاف عدم النجاح في كذا، أو يخشى أن يفقد كذا، أو يخشى وفاة فلان أو علان! مهما حدث أنت راسخ في مكانك وثابت تعلم أن هذه ليست نهاية المطاف...
لكن جزءًا آخر من عقلي يقول لي ألا تعد هذه الاستقلالية النفسية نوعًا من البرود؟ ألا يعد هذا نوعًا من اللامبالاة والاكتراث؟ فعدت إلى القاعدة التي دائمًا ما أقيس به حياتي وهي التوسط بين نقيضين، السلام مع الظروف هو التوسط بين الغبطة الشديدة وبين التعاسة الشديدة، الشجاعة هي التوسط بين الجبن والتهور، الحب هو التوسط بين الكره والتملق ... لذا فكرة السلام مع الظروف هذه لا تعد نوعًا من أنواع اللامبالاة إطلاقًا بل هي نوع من التوازن ومواجهة الحياة!
التعليقات