كثيرا ما ألتقي بأشخاص يدرسون كثيرا و يحققون الدرجات الأولى في القسم... ولكن دائما منهمكون بدراستهم و لا يتكلمون إلا عنها... و تراهم غير سعداء و لا يشاركون كثيرا في الأنشطة مع الآخرين
شاركني برأيك عنهم، و هل توافقني في هذه النظرة؟!
ليس دائما..
بعض الأذكياء يفضلون ان يظلوا في هدوء خارجي، عكس الضجيج الداخلي الذي لديهم، بدل أن يشرح أفكاره، يشعر بالإرهاق، فيترك ما بداخله..
لكن افتراض انهم غير سعداء فقط لعدم كلامهم أمر خاطئ، قد تكون مجرد فكرة لديك.
ما هي المؤشرات التي تجعلك موقنا أنهم غير سعداء
لطالما تساءلت في فترة ما، الأ يجب أن يكون أن يكون الشخص الذي يحقق انجازات هائلة أن يكون سعيدًا وراضِ عن نفسه؟
ولكن عندما قرأت ما قاله البروفيسور راج راجوناثان من جامعة تكساس في كتابه إذا كنت ذكيًا جدًا ، فلماذا لست سعيدًا؟ أدركت السبب تمامًا ولم يعد هناك غموض بالنسبة لي حول هذا الأمر.
راجوناثان أوضح أن السبب في ذلك هو أن الأشخاص الأذكياء يضعون أهدافًا لهم ويتأملون تحقيقه والفوز به، لِذا تجد دائمًا عقولهم مشغولة في الفوز وتحقيق الهدف، الأمر الملفت للنظر أنهم يضعون أهدافًا ومقايسس معقدة قد يصعب تنفيذها، لِذا تجدهم يعيشون في حزن وتوتر حسب ما قاله راج راجوناثان.
أيضًا أوضح راجوناثان. بأن الشخص عندما يحصل على زيادة في الراتب هذا الشهر، قد يكون سعيدًا لشهر وشهرين في الفترة المقبلة لكن بعد ذلك الأمر يختلف تمامًا فهو اعتاد على ذلك، لِذا لابد أن يحصل على زيادة في راتب في شهر جديد حتى يحصل على السعادة.
لِذا أتفق معك أخي الكريم وأتفق مع الكاتب راج راجوناثان في أن بعض الأذكياء غير سعيدين ولكن ليس الكل.
كنت من هؤلاء الأشخاص طيلة فترة دراستي، خاصة فترة الثانوية.. وتلاشى الأمر قليلًا أثناء الدراسة الجامعية
أغلب الوقت كان للدراسة، ما بين الذهاب للدروس والعودة للمذاكرة، ومع ذلك فقد كنت سعيدة للغاية
تختلف السعادة من شخص لآخر، فسعادتك تكون في المشاركة في الأنشطة على سبيل المثال، وسعادتي تكون في تحقيق أعلى الدرجات وانتظار لحظات التكريم أمام أساتذتي
فلا ينبغي أن نحكم على سعادتهم لمجرد كونهم فضلوا الاجتهاد الدراسي.
الدراسة رائعة أذا أحببتها وربما تكون منطلقا من دافع وشغف كبير، وتحصد أعلى وأرفع الدرجات وتستمر في صعودك وتطورك، لكن هذا لا يعني بحال من الأحوال أن تفقد كل شيء، أن تخسر الأصدقاء، أن تنعزل على نفسك، أن تنفصل عن أسرتك وجيرانك ومحبينك، مثل هذا التصرف وإن كان بدافع الدراسة والتفوق، ربما سبب أمراضًا نفسية خطيرة، مها القلق والرهاب الاجتماعي والاكتئاب..الخ، هذه الأمراض لا يمكن أن تبني إنسانا سويا وقويا، اجتماعيا وحتى ناجح على صعيد عمله، الكل سيخشى منه ويبعد عنه الجميع وسنقلب الشيء إلى ضده.
كنت من هؤلاء الذين دائما ينشغلون بالتحصيل الدراسي ويبذلون كل طاقتهم فيها، الآن وقد أصبحت في العام الخامس في الجامعة، أرى أن هذا كان إهدارًا لوقتي وطاقتي بشكل كبير. وأعمل جاهدًا على التخلص من هذا
ربما كما ذكرت هدى أن الأمر يتعلق بوضع الأهداف الصعبة التي تجعلنا دائمًا طامحين في الوصول إليها رغم العوائق، وأنا أضيف على كلامها أن هذا ربما يرجع إلى مشكلة نفسية قد يعاني منها المرء دون أن يشعر، وهي دائمًا النظر إلى المفقود وعدم الاستمتاع بالموجود.
تكمن هذه المشكلة مثلًا في أني كنت أطمح بالوصول إلى وظيفة بعينها، فما إن وصلت إليها حتى تناسيتها وتذكرت فقط أنني أنها سترهقني جسديًا مثلا، فرغم كونه يعلم مسبقًا أن هذه الوظيفة مرهقة إلا أنه كان يتمناها، فلما جاءته بدأ يفكر في تعبها، وهكذا ضاعت سعادته
لكل شخص هواياته وشغفه فالبعض قد يكون شغوفاً بالدراسة والتعلم يا عزيزي ويبدو جاداً بسبب ذلك ولكن هذا لا يعني أنه غير سعيد فقد يكون مصدر سعادته داخلياً نابعاً من ثقته بنفسه وتعلم الأشياء واكتشاف الجديد.
وأنا عن مشاركة الأنشطة فهذا يختلف من شخص لآخر أيضاً حيث تختلف طبيعة الشخصيات ما بين انطوائي واجتماعي كما تتغير الشخصية بتغير المرحلة العمرية.
الأذكياء يفكرون كثيرا .. يحسبون كل خطوة وعقباتها ولا يجرؤون على المغامرة (زي مبقولو عقلهم متعبهم ) .
أعتقد ان العيش أحيانا بدون حسابات وبدون ورقة وقلم تقيم عن كاهلك هم غدا وما سيحدث فيه .
ليس شرطًا فيما أظن، وإنما ربما أنت تعتقد أنهم ليسوا كذلك لأنك تقيس نفسك بهم، ربما هم في منتهى السعادة
التعليقات