غالبا ونحن إزاء إحدى المواقف الحاسمة في حياتنا، نقف مترددين، هل نفعل فيكون كذا وكذا؟ أم ترانا لا نفعل، خشية أن يحدث كيت وكيت؟

وتتزاحم في رؤسنا الخطط وتداعياتها واطراف الصراع ووو، وفي خضم هذا كل هذا نقع في فخ التردد، ونضيع أوقات هامة في البحث عن إجابة سؤال: ماذا علينا أن نفعل؟

هناك عبارة منسوبة لسيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه لخالد بن الوليد رضي الله عنه إذ قال: "احرص على الموت توهب لك الحياة". فعلها خالد بن الوليد وكسب المعركة.

ومثلها، عبارة طارق بن زياد وهو في طريقه لفتح الأندلس عندما قال لجيشه خطبته العصماء وفيها العبارة الشهيرة: "أيها الناس، أين المفر؟، البحر من ورائكم والعدو من أمامكم". فعلها أيضا طارق بن زياد وكسب المعركة أيضا.

ألا تقودنا هذه العبارات لترك التردد جانبا، وأن نواجه الامر بشجاعة منقطعة النظير، وأن نقدم كل غالي ونفيس في سبيل تحقيق حلمنا، أن لا نضن بمال أو بجهد. وان نتصرف وكأنه ليس لدينا ما نخسره. وبهذه الطريقة نشق لأهدافنا طريقا للفوز. حيث أثبتت التجارب أنه لم يكسب أحد ثروة أو يحصل على كل ما يريده من الحياة من خلال البقاء في منطقة الأمان. 

قد يكون "المضي بحذر" هو القاعدة الأولى التي كان علينا تعلمها في مدرسة الحياة، لكن يا لها من كارثة فمع تقدمنا في السن وتجربة المزيد من تجارب الحياة ، يتناقص تحملنا للمخاطر بشكل كبير.

يمنع التحليل الكثير من الناس من اتخاذ إجراء، والحقيقة أنه في معظم الأوقات، فإن الطريقة الوحيدة التي نكتشف بها ما إذا كان شيء ما سيكون ناجحًا أم لا. هي القيام بذلك فقط.

والنقطة الهامة، هو ما الذي لدينا حقا لكي نخسره؟ 

كم منا يخشى فقدان شيء ليس لدينا في المقام الأول. إن عقولنا رائعة في لعب الحيل علينا ووضعنا في حلقات لا نهاية لها مثل:

"إذا ذهب رائد أعمال لطرح مشروعه على أحد المستثمرين الملاك بغرض الحصول على دعم مالي لمشروعه، ثم يتردد خشية أن يرفض تمويله، أو يعتبر فكرته مكررة. هل يهم ذلك وهو لم يحصل على موافقة المستثمر في المقام الأول؟ إذن: ما الذي سيخسره حقًا؟

كيف برأيكم نجيد حساب تكلفة فرصة التردد ؟ هل إمساك العصا من المنتصف هو دائما أفضل ما يمكننا فعله في العمل وفي الحياة؟