كنت اقرأ مؤخرًا موضوعًا عن ثقافة الاعتذار وكيف أنه يحق لنا اتخاذ موقف من الأشخاص الذين لم يعيروا أي انتباه للعلاقة بيننا أو اخطأوا في حقنا ولم يكلفوا أنفسهم عناء الاعتذار، وأنه ليس علينا أن نشعر بقلق حيال اتخاذنا موقف كهذا، أي اننا لن نكون أشرارًا في الرواية حينما نقوم بقطع علاقة ما نرى فيها أننا لم نتلق الاهتمام الذي ننتظره أو لم نتلق التقدير عن الخذلان أو الاعتذار عنه، والحقيقة ليس ذلك الذي أود مناقشته اليوم.

إذ لفت نظري من بين التعليقات تعليق لإحداهن تقول أنها أحيانًا لا تعتذر لأنها لا تضمن رد فعل الشخص أمامها أو ماذا سيقرر حيال العلاقة بينهما، لافكر بعدها في الحقيقة هل لابد للاعتذار أن يتبعه استمرار للعلاقة؟

لأجد بعدها أنه بالنسبة لي الاعتذار هو مجرد إيقاف للأذى وإبداء مظهر حقيقي من مظاهر الأسف عن الفعل، وليس ضروري أن يقرر الشخص الذي آذيته أنا بدوري أن يقرر بقاءه في دائرة المحيطين بي لمجرد أنني اعتذر

هذا يشبه المقايضة، إما أن تقبلني وتستمر العلاقة وإما فلن اعير حزنك أي اهتمام! هذا يشبه القول إما أن تتقبل اعتذاري وإما فلن اعترف بأخطائي أبدًا، معناه أنني حتى وأنا اعتذر افكر في نفسي لا في الشخص الآخر ، افكر كيف سيبدو شكلي حينما يرفضني! لا افكر هل هذا الشخص قادر على الاستمرار معي أم أنه لا يرغب أن يكرر التجربة!

وهذا لفت نظري بدروه للسؤال هل نعتذر بدافع استمرار العلاقة؟ هل نقايض الناس على أحزانهم؟ ماذا عنك أنت؟ هل تعتذر من أجلك أم من أجل الآخرين؟ وهل ترى أن اعتذارك يوجب بالتبعية إكمال العلاقة كما كانت بالسابق؟