ما رايك في العلاقات عن بعد هل هي ناجحة؟

هي مجرد إنطباع أولي لا غير حيث لا يمكن معرفة طبيعة وحقيقة الشخص الاخر إلا بالتعارف والتعامل المباشر، لكن هذا لا يمنع من إعتبارها كعلاقة صداقة افتراضية لا غير.

أنا ضد العلاقات الغير معرفة بمسمى اجتماعي، والعلاقات الهاتفية التي تتم عبر الاتصال أو المراسلة بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي لا يمكن الاعتماد عليها لفهم طريقة تفكير الطرف الآخر ولا مبادئه. المعظم يتجمل في الهاتف، ولكن على الحقيقة حتى وإن حاول التمثيل، فسيقع في إحدى المواقف التي تظهر شخصيته الحقيقية.

حتى في الزواج بذاته تقل الروابط بين الزوج وزجته إن ابتعد لفترة وكان الاعتماد على مكالمات الهاتف للاطمئنان فحسب، فكما نقول في مصر "البعيد عن العين، بعيد عن القلب".

مع الشخص الصح كل شيء ممكن

هذه العلاقات تُسكِر بكلماتها المعسولة و تواري عنك لدغات النحل في الحياة الواقعية.

لقد طرح فيلم "her" هذا الموضوع لكن بشكل آخر, علاقة عن بعد مع روبوت, كانت العلاقة في البداية غريبة ثم تطورت لصداقة وتعلق ثم لإمتلاك مشاعر لتلك الروبوت لكنه في النهاية أدرك حقيقة الواقع, وهذا ما يحدث في العلاقات عامة سواء في الواقع أم في العالم الإفتراضي لكن الفرق بينهم هو الحقيقة والخيال, في الواقع تستطيع قراءة لغة الجسد وبالأخص لغة العيون التي متعارف عليها أنها لغة لا تكذب, لكن في الواقع الأفتراضي يمكننا الكلام فقط وما أسهل الكلام لتجميل صورتنا في أعين الناس, لا تستطيع التفريق بين الصادق والكاذب في العالم الأفتراضي, يمكنك الإعجاب بشخص عن طريق العالم الأفتراضي, الإعجاب بأفكاره, أسلوبه في الحديث, لكنه لا ترى تعامله مع الناس, لا ترى ملامحه, لذلك يظل مجرد إعجاباً لكن متى يصبح حب؟ عندما يحدث اللقاء, ربما قبل اللقاء تكون بنيت صورة عليه في خيالك, عكس الواقع تماماً, وعندما تلتقي به يحدث صدمة وتنافر, وهذا المثال قد حدث مع أشخاص أعرفهم من قبل.

نحن أشخاص من لحم ودم, نحتاج دائماً للتواصل البشري الواقعي, وإذا فرضنا أن هناك مشاعر حقيقية, في النهاية ستجد نفسك قد قابلت شخص آخر في الحياة الواقعية وأعجبت به وأختفت مشاعر للشخص الذي تتكلم معه عبر العالم الأفتراضي بالرغم أن ذلك الشخص ربما لا يختلف كثيرا عن الشخص الذي تعرفه وذلك لأن الإنسان مهما كان معجب بالعالم الأفتراضي ويعيش حياته من خلالها إلا أنه عندما يجد ما يبحث عنه في العالم الواقعي بالتأكيد سيفضل الواقعي, لأنه الحقيقة التي تراها بعينك أما العالم الأفتراضي دائماً حوله شكوك ورغم كل ذلك لا يمكننا تطبيق ذلك على الجميع, فهناك صداقات تنجح ونادراً ما تنجح علاقات الحب أيضاً لكن من المؤكد أنهم تقابلوا من قبل وأرتاحت أرواحهم لبعضهم البعض لكن عندما تقارن علاقة الصداقة عن بعد بالعلاقة الصداقة عن قرب ستجد أن القرب هو الأنجح لأنه الأوقع.

أظنها تظل في مراحلها الأولية مهما زادت مدة العلاقة ففي نهاية المطاف تظل المسافة حاجزا كبيرا يمنع أي مشاركة فعلية في المواقف الحياتية التي تظهر حقيقة الناس..

ولكن في دراسة غريبة تتمتع العلاقات طويلة المدى بمعدل نجاح يبلغ 58 بالمائة حيث وجدت تلك الدراسة التي أجريت على 1000 أمريكي كانوا على علاقة طويلة المسافة أن ما إذا كنت أنت وشريكك يمرون بمرحلة المسافات الطويلة أم لا ، فسوف يتحول إلى قلب عملة معدنية؟

وكشفت أن عددًا كبيرًا من العلاقات بعيدة المدى تبدأ فعليًا عن بُعد ، مع تزايد عدد الأزواج الذين يجتمعون عبر الإنترنت وقال نصف الذين شملهم الاستطلاع إنهم التقوا بشريكهم عبر الإنترنت حيث قال 27 بالمائة إنهم لم يعيشوا في الواقع بالقرب من شريكهم في البداية.

هل يمكنك التوضيح لأي مدى ؟

يعني العلاقة ستكون هاتفيه وعن بعد لأي مدى؟

ما أقصده أنه هناك بعض الأشخاص الذين يقابلون شخصا ما ويقتربون لبعضهم البعض وخلافه ثم يسافر أحدهم فهنا تصبح العلاقة عن بعد حتى عودتهم مجددا وهنا ليس لدي أي مشكلة .

لكن التعارف الذي يكون عند بعد ويحدث بعدها إعجاب أو غيره وبعدها ارتباط وتمر جميع تلك المراحل بدون مقابله فعليه مع الطرف الآخر هذا أسوأ شيء قد يحدث بالتاريخ حرفيا ، لأنك لن تستطيعي أبدا معرفة ذلك الشخص لا يمكنك تمييز شخصيته من خلال بضع كلمات أو صوته أو ردة فعله دون رؤيته، الكثير من حالات الطلاق تحدث بسبب هذا الأمر خاصة بعد انتشاره لن أكذب عليكي ولكن أنا مررت بأحد تلك العلاقات ولكن كانت صداقة استمرت لمدة سبعة أشهر واكتشفت خطوة بعد خطوة أن هذا الشخص كاذب بكل كلمة وبكل شعور حاول إيصاله لي(كحزن وسعادة وغيرها وليس حب) كأنه يسمم حياتي برغم تعلقي به إلا أني فور أدركت ووعيت على ما أفعله قطعت كل سبل التواصل معه .

أنا لا أعرف هذا الشخص فقط اعرف صوته وكلماته العلاقة التي تنشأ عن بعد بدون أي توصل فعلي ورؤية تكون كاذبة وغير صادقة إلا من رحم ربي.

من وجهة نظري أرى أن العلاقات الهاتفية هى مجال يمكن للشخص أن يعرف عن طريقه اهتمامات الآخرين وطريقة تفكيرهم لذلك فهى ناجحة بنسبة كبيرة