أحياناً يراودني القليل من القلق حيال أن تتغير وجهة نظري لأشياء وافكار كنت اضنها صحيحة تماماً مع أنها كانت من تجارب شخصيه ولكن مع كل موقف تتغير وجهة نظري .
ايش رأيك بتغير افكارنا بين الحين والآخر؟
أعتقد أن هذا التغيير في وجهات نظرك هو جزء طبيعي من عملية النضوج والتطور الشخصي، ربما تحتاجين إلى المزيد من الخبرات والمواقف المختلفة لكي تتمكني من الوصول إلى قناعات ثابتة تتناسب مع فهمك العميق للأمور، ورغم ذلك يجب أن تتعلمي كيف توازنين بين الانفتاح على آراء الآخرين وبين ثبات بعض المبادئ التي تعتقدين أنها صحيحة بناءً على تجاربك السابقة، ومن خلال التقييم المستمر والتعلم من كل موقف، يمكنك الوصول إلى نقطة توازن تجعلك أكثر نضجًا وثقة في اتخاذ القرارات.
أرى الفكرة عائمة لذلك لا استطيع الحكم عليها، ولكن سأذكر حكمي على حالتيها، أنا يمكن أن أغير رأيي أو أتنازل عنه لو اكتشفت أنا أنه خاطئ وفق ثوابت مقنعة، أو وضح لي أحدهم خطأ أفكاري وثوابتي ونجح في إقناعي.
ولكن لو لم يحدث ذلك فلن أغيرها، ولو حاول أحدهم ولو لم يقنعني فلن اغيرها، فأنا لو فعلت أكون بذلك أتنازل عن نفسي المعنوية تقريباً
نعم وهذا ماأقصده تصل إلى مرحله لاتستطيع تفسير أفكارك عندما تتضارب مع بعضها فيصبح بمعنى عائمة .
وهذا الذي اريد ان أصل إليه مع تغير وجهة نظري مع وجود ثوابت لصحتها من مواقف سابقة ولكن تتغير من موقف إلى آخر وكأنها تثبت لي أنني لاأزال لست ناضجاً حيال ذلك ويحتاج الكثير من المواقف والآراء من الآخرين لأصل إلى نقطة معينه اعتمد عليها في أي موقف مشابه لها .
ربما لأن الأفكار من البداية لم تكن أفكارك بل هي أفكار الآخرين التي تبنيتها لأن الاغلبية من حولك يتبنوها، ولم تكوني من داخلك مقتنعة تماما بها، أو فكرت مع نفسك إذا كانت صحيحة بالفعل أم لا، أي لم يكن لديك قناعات أو مبادئ خاص بك تبنين عليها أفكارك، ولهذا تتغير باستمرار كلما طرأ موقف جديد تجدين فيه أنه يتم طرح أفكار جديدة فتبدأين في تبنيها لأن هناك مجموعة أخرى من حولك تقنعك بهذا، والقصد أن تفصلي عقلك عن ما عقلية المجموعة، فكري بمفردك في المواقف واحكمي عليها استنادا لمعايير انسانية واخلاقية ودينية، ضعي نفسك دائما في موقف الأطراف الأخرى قبل أن تحكمي عليهم لترى تأثير هذا الموقف عليك وكيف كنت ستشعرين وترغبين في أن يقوم به الناس من أجلك.
في كتاب مارك مانسون .
اليقين عدو التطور. وما من شيء يقيني قبل أن يحدث، قبل أن يتحقق فعلا. وحتى تلك اللحظة، فهو يظل قابلا للجدل. هذا هو السبب في أن قبول النواقص والعيوب المحتومة في قيمنا أمر لا بد منه حتى تنمو تلك القيم وتتطور.
بدلا من الجري وراء اليقين»، علينا أن نكون في حالة شك وبحث دائمين : شك في معتقداتنا، وشك في أحاسيسنا، وشك في ما قد يحمله المستقبل لنا إذا لم نتحرك ونخلق ذلك المستقبل لأنفسنا. وبدلا من السعي إلى أن نكون على صواب طيلة الوقت، يتعين علينا أن نبحث طيلة الوقت عن كيف نحن مخطئون». هذا لأننا مخطئون دائما
وأن نكون مخطئين يجعلنا منفتحين على إمكانية التغير. أن نكون مخطئين يأتينا بفرصة للنمو والتطور.
للصراحة أقنعني بكلامه
القلق الذي تشعر به قد يكون نابعًا من الشعور بأن التغيّر في الأفكار يعكس تذبذبًا أو ضعفًا في المواقف، لكن الحقيقة هي العكس تمامًا. الثبات على رأي واحد طوال الحياة قد يكون مؤشرًا على جمود فكري، بينما القدرة على تعديل الأفكار بناءً على التجارب الجديدة هي دليل على المرونة الفكرية والنضوج العقلي.
حتى أبسط عليك الأمور بمثال توضيحي، تخيل شخصًا كان يعتقد دائمًا أن العمل في وظيفة حكومية هو أفضل خيار للحصول على الأمان المالي. لكن مع ظهور ثقافة العمل الحر (Freelancing)، ومع تعرضه لمواقف جديدة (مثل رؤية أصدقاء ناجحين في العمل الحر)، قد تتغير قناعته ليصبح أكثر انفتاحًا على هذا الخيار. هل يُعتبر هذا تغييرًا سلبيًا؟ بالطبع لا. بل يعكس أنه يتأقلم مع الواقع المتغير، مما يزيد من فرص النجاح في المستقبل.
التعليقات