ألم تلاحظ يومًا أن المجتمع الذي يضع يده على بطن عروس ربما لم تكمل شهرًا في الزواج ليتساءل عما إذا كان هناك شيء قادم في الطريق، هو نفس المجتمع الذ يدير ظهره لها بمجرد أن يطمئن إلى أنها قد أتت بالمولود المنتظر؟، ستلاحظ بعدها أن الكل سيتألم من وجودها في أي تجمع بسبب صراخ الطفل، في أي مكان عام ستجد الجميع متضرر منها ومن طفلها ويشعرونها كما لو أن عليها أن تضعه على وضع الصامت أو أن تؤدبه على كونه طفلًا، حتى في الجوامع ستجد أن كبار السن حينما يرون أمًا سيعلنون بلهجة صارمة بأنه يا حبذا لو غادرت الأم المسجد بكل وقار واحترام، لن تجد في أي تجمع شيئًا يخفف على الأم أو روضة تساعدها على ترفيه طفلها، فلو أنجبت إحداهن أربع أطفال وقررت إبفاء نفسها في المنزل لفترة روضة كل طفل فلن تقل الفترة مثلًا عن تسع سنوات لمجموع الأطفال!

تخيل أن تكون غير مرحب بك لمدة تسع سنوات في التجمعات، حتى الصاخبة منها ستجدها في دعاويهاا قول ممنوع اصطحاب الأطفال أو نومًا هنيئًا لأطفالكم، لا أماكن مخصصة لتفاعل الأم والطفل معًا بحيث يمكن للمرأة الخروج فيها والترفيه عن نفسها وأطفالها بدون إزعاج الآخرين، لابد لها أن تحمل شنطة سفر صغيرة توفر له فيها كل احتياجات من حفاضات ومضادات للأدوية وطعام ومياه ... وكأنها ذاهبة للتخييم ....

لتكتشف بعد ذلك أن المجتمع الذي حرضها على الإنجاب بأسرع وقت ممكن إنما كان خوفًا العمر البيولوجي وليس ترحبيًا فعلًا بوجود طفل ما، وأننا لا ندرك أن تلك القامات الصغيرة التي ننزج منها ما هي إلا قامات أطفالنا ....

هذا كله يجعلك تفكر، هل حقًا تهرب فتياتنا من فطرة الأمومة مؤخرًا بدعاوي النسوية؟ أم فقط يهربن من دفنهن وهن أحياء بين أربع حوائط وعزل المجتمع للأم؟