كوننا بمنصة للنقاش، وأغلبنا إما مناقش كطرف بالنقاش أو متابع لنقاش أعجبه، أريد أن أتعرف على معايير المناقشة الناجحة من وجهة نظركم، ما هي النقاط التي إن توفرت تقول هذا نقاش ممتاز؟
ما هي معايير المناقشة الناجحة من وجهة نظرك؟
أحب النقاشات الدائرية التي تطرح نقطة أو موقفا أو فكرة جدلية ثم تروم حولها كل الردود، وكل طرف يأتي بما في جعبته من دلائل وبراهين لتأكيد وجهة نظره من الموضوع، تشعرك هذا النوع من النقاش أننا في معركة جدلية حماسية، إلى أن يقتنع طرف من النقاش برأي الأخر أو يصلا معا إلى نقطة توافق، تساعد هذه النقاشات في توسيع آفاقنا وفهم وجهات نظر الآخرين بشكل أفضل، كما تعزز الحوارات الجادة والمثرية الفهم المتبادل والتفاهم الذي يمكن أن يؤدي في النهاية إلى تحقيق نقطة توافق.
عندما يكون طرفي النقاش بالنضج الكافي والقدرة والحجة لا شك أن هذا يمثل متعة كبيرة للمتابعين للنقاش وللطرفين أيضًا وهو نوع من الحوارات يكون مفيد جدا للجميع في كثير من الأحيان إذا أدير بشكل جيد وأذكر في هذا الصدد هذا الحوار الذي دار بين احد الدعاة وشخص ملحد وكان ينطبق عليه كثيرًا ما نتحدث عنه هنا
أقرب مثال للنقاش الدائري برأيي هو نقاش باسم يوسف مع بيرس مورغان، وهذا النقاش يحتدم ويظل في نفس الحلقة الدائرية بين الأطراف إن كان هناك اختلاف بين وجهتي النظر، أتذكر ببداية التحاقي بحسوب اختلفت مع أحد الزملاء على موضوع ما وظللنا نتناقش لأيام، والممتع بالأمر أن كل منا كان يحاول جاهدا بأن يبرهن ويقدم الحجج على رأيه، ليدحض بها الرأي الآخر بعيدا عن استغلال المغالطات المنطقية للربح بالنقاش
الذي كان يحدث بين بيرس مورغان وباسم يوسف ليس نقاش دائري بل مناظرة، كل شخص يعرض وجهة نظره والحكم للمستمع، ويكون الغرض اساساً من اي مناظرة هو دفع الجمهور للشك والتفكير في معتقداتهم سواء كانت تلك المعتقدات دينية او معتقدات سياسية، عن فلسطين مثلاً.
بعيدا عن استغلال المغالطات المنطقية للربح بالنقاش
يجب ان يتم استخدام المغالطات المنطقية في اي مناظرة او نقاش، فمثلاً لو انا اناقشك ووجدتك قمت بمغالطة المأزق المفتعل او مغالطة رجل القش، يجب ان اقوم بتوفيقك وتوضيح تلك المغالطات التي تستند إليها في حججك المنطقية.
المناظرة تكون بين طرفين أو فريقين مختلفين في وجهات النظر حول موضوع معين، وكل طرف يحاول أن يثبت وجهة نظره أو رأيه، وبيرس مورغان هنا هو محاور وكان متلقي أكثر من شخص يعبر عن رأيه، يدير النقاش ويفتح الحوار بأسئلة ولكن لم يعبر صراحة عن أنه ضد فلسطين، لذا هو نقاش وليس مناظرة، المناظرة كانت مثل التي بين باسم يوسف كمؤيد للقضية الفلسطينية وبين شابيرو كمعارض هنا كل طرف كان يدافع عن رأيه بكل ما أوتي من قوة وحجج وأدلة.
يجب ان يتم استخدام المغالطات المنطقية في اي مناظرة او نقاش، فمثلاً لو انا اناقشك ووجدتك قمت بمغالطة المأزق المفتعل او مغالطة رجل القش، يجب ان اقوم بتوفيقك وتوضيح تلك المغالطات التي تستند إليها في حججك المنطقية.
من قال أنه يجب استخدامها؟ بل هي نقاط ضعف بأي حوار أو مناظرة، وأحيانا نقع بها دون واعي وأحيانا يستخدمها البعض بذكاء لمعرفته أن الطرف الآخر لن يتمكن من فهم أنها مغالطة منطقية، وهنا يجب الوقوف عندها وضحدها لأنها بالنهاية ستؤدي إلى استنتاجات خاطئة أو مضللة.
في الفيديو أعلاه في اول 25 دقيقة كان باسم يوسف لا يجري حوار، بالنسبة لي كانت مناظرة، لأن الحوار الغرض منه ان يكتشف كلا الطرفان الطريق الصحيح للحق والرأي السليم، أما باسم يوسف في حواره هذا كان غرضه هو الدفاع عن فلسطين مع اقتناع تام بوجهة نظره، وبيرس مورجان كان ينقل وجهة النظر الأخرى بأسئلته والتي تري باقتناع تام ان الكيان الغاصب مظلوم وليس ظالم .
المناظرة كانت مثل التي بين باسم يوسف كمؤيد للقضية الفلسطينية وبين شابيرو كمعارض هنا كل طرف كان يدافع عن رأيه بكل ما أوتي من قوة وحجج وأدلة
بين شابيروا لم يناظر مطلقا باسم يوسف، ولو حدثت تلك المناظرة يرجي وضع رابط لها.
من قال أنه يجب استخدامها؟
يبدوا ان سوء تفاهم قد حدث، انا أقول ان لو الطرف الآخر استخدم مغالطة منطقية سواء بحسن نية او بسوء نيه، يجب توقيفه، وتوضيح تلك المغالطة، لكي يكون النقاش منطقي سليم..
انتي قلتي الأتي (بعيدا عن استغلال المغالطات المنطقية للربح بالنقاش)، وهنا يظر إختلافي معكي، لأنكي لو استعنتي بمغالطة مثل رجل القش وانا قمت بإثبات ذلك للمشاهد او المستمع أثناء المناظرة، هذا انتصار مستحق وليس استغلال، لأني لو تركتك تمرري تلك المغالطة سوف يكون هذا بمثابة تدليس علي المشاهد او المستمع.
شاهدي هذا الفيديو لتفهي قصدي، هذا الفيديو يوضح مغالطة الرنجة الحمراء في حلقة باسم يوسف
بيرس مورجان لم يكن طرف مضاد ولكنه يطرح الرأي الآخر على الساحة ليرد عليه باسم يوسف مدافعا أو مبررا، ينتجه أسلوب محامي الشيطان ويطرح كافة الآراء المضادة ليجد باسم رد على كل منها، حتى أتذكر بالحوار قال موضحا أنا لست هنا لأعبر عن رأيي، فهي بكل أبعادها مناقشة وليست مناظرة بمعناها الصحيح.
بين شابيروا لم يناظر مطلقا باسم يوسف، ولو حدثت تلك المناظرة يرجي وضع رابط لها.
لم تحدث على أرض الواقع ولكن دعوا لها بعد لقاء باسم يوسف، كمؤيد وبين شابيرو كأقوى مضاد معروف بهذا الوقت هاجم القضية الفلسطينينة، هنا هذه مناظرة مع أم ضد
انتي قلتي الأتي (بعيدا عن استغلال المغالطات المنطقية للربح بالنقاش)، وهنا يظر إختلافي معكي، لأنكي لو استعنتي بمغالطة مثل رجل القش وانا قمت بإثبات ذلك للمشاهد او المستمع أثناء المناظرة، هذا انتصار مستحق وليس استغلال، لأني لو تركتك تمرري تلك المغالطة سوف يكون هذا بمثابة تدليس علي المشاهد او المستمع.
عندما قلت بعيدا عن استغلال المغالطات المنطقية، للربح بالنقاش، كان مقصدي أنها بالنهاية خطأ يضعف من موقفي خاصة إن تم كشفها من قبل الطرف الآخر، وإن لم يكتشفها فهي احتيال بالنهاية
أرى أن النقاش الجيد أساسه الإنصات أو حسن الاستماع إلى الآخرين، فبدونه يصبح الحوار بالكامل بلا جدوى، وللأسف تفتقر نقاشات هذه الأيام إليه، ففي الكثير من الأحيان ينشغل أحد أطراف النقاش بهاتفه الجوال أو يجذبه مشهد خارج إطار جلسة النقاش، وقد يهمله بالكامل ويصبح كالحاضر الغائب، إذ يتظاهر البعض بالإنصات بإظهار تعبيرات الوجه التي تدل على الانتباه ولكن عقولهم تكون مشغولة بأشياء أخرى خارج موضوع النقاش.
كيف أكون مستمعا فعالا بالنقاش؟ خاصة لو كان النقاش محتدما فألاحظ أن الأطراف غالبا تتحدث بدرجة من التسرع
لا بد أن يعبر المستمع عن اهتمامه بالنقاش باستخدام تعابير الوجه ولغة الجسد، وأن يحرص على الفهم الجيد لما يُقال بدلاً من الانشغال بتجهيز الرد المناسب، وسيساعده الفهم الجيد على البقاء في حالة يقظة وعلم بما يدور حوله وبالتالي ستخرج ردوده بمنطقية وفي وقتها المناسب، كما أنه لا مانع من الاستفسار عن تفاصيل أي أمر مبهم في النقاش. كذلك تجنب مقاطعة المتحدث أو محاولة السيطرة على الحديث، كل هذه النقاط تجعل من المناقش مستمعا فعالا بالنقاش
النقاش الناجح برأيي هو التبادل البنّاء للآراء والأفكار بين مختلف المشاركين بهدف إثراء المعرفة وتوسيع الفهم بدون اللجوء إلى الهجوم الشخصي من خلال الشخصنة أو التجاوز عن القواعد الأساسية للحوار، فعن نفسي أعتبر أنّ احترام الآراء المتنوعة هو أمر مطلوب وأن يكون الاختلاف بأسلوب محترم.
وفي مسألة وجود اختلاف بين أحد المستخدمين وصاحب مساهمة ما، فيمكن التركيز أكثر على تزويد آرائنا بالقدر الممكن من الأدلة والحقائق، والدفاع عن رأينا ولو باستماتة مع الرأي المخالف وهكذا حتى تُستكمل دائرة النقاش، دون تهجّم أو تجاوزات.
و هذا ما يعجبني فعلا بخصوص هذه المنصة فالكل يدرك أنك هنا لمناقشة فكرتك عن طريق إقناع الآخرين، بينما في المنصات الأخرى و خصوصا مواقع التواصل الاجتماعي تجد كثرة الشخصنة هناك لدرجة أن الذي تناقشه ينسى فكرتك تمام و يصبح يناقشك انت كشخص، و هذا ما يؤدي الى نقاش غير ناجح.
ينسى فكرتك تمام و يصبح يناقشك انت كشخص
في المناقشات الجيدة، يجب أن يكون هدف المناقشة هو تبادل الآراء والمعلومات والوصول إلى فهم مشترك أو حلول مبتكرة، عن طريق تعدد الروئ ووجهات النظر، فالاختلاف لا يفسد للود قضية، وليس هجوم الأفراد أو تقييم شخصياتهم، فعندما يتحول الحوار إلى مناقشة حول الشخص نفسه بدلاً من الفكرة التي يناقشها، فإن ذلك يؤدي حتما إلى انحراف المحادثة وتشتيت الجهود.
يجب أن يكون هدف المناقشة هو تبادل الآراء والمعلومات والوصول إلى فهم مشترك أو حلول مبتكرة
لا أرى هذا بصراحة فلا مشكلة نهائيًا في إن يكون هدف النقاش هو اقناع الطرف الآخر ووضع أفكاره تحت المجهر لتوضيح خطأ ما يقتنع به والثغرات المنطقية به، ولا بأس حتى أن يكون الحوار حاد بعض الشيء دون تجريح او اهانات لكن ان تكون كل النقاشات هدفها الوصول إلى حل وسط وفهم مشترك هذا ليس شرطًا على الإطلاق بل بالعكس النقاش الأفضل هو ما يجعل الطرفين يفكران ويشكان في افكارهم او يدفعهم لمحاولة معرفة المزيد لإثباتها.
هو اقناع الطرف الآخر ووضع أفكاره تحت المجهر لتوضيح خطأ ما يقتنع به والثغرات المنطقية به.
ولكن في كثير من الأفكار التي يدور حولها النقاش لا يكون هناك وجود للصواب المطلق أو الخطأ المطلق، وهذه الحالات لا تستدعي لطرف أن يقنع الآخر ليثبت له خطأ وجهة نظره أو تفكيره، والهدف الأساسي هو التفكير نفسه والحوار، وأن يزداد أفق الإنسان بمعرفة آراء وأبعاد مختلفة وأعمق مما كان يظنها، وبوجود احتمالات أخرى غير ما اعتقدها.
ليس بالضروري أن تكون الأفكار مطلقة الخطأ حتى تتعرض للنقد الحاد أو مطلقة الصحة حتى يكون مسموح لصاحبها بمحاولة اقناع الناس بها، في النهاية كل البشر يتبنون أفكار ليس جميعها مطلق لكنهم يقتنعون بها تمام الاقتناع ويجدونها منطقية، وبالنسبة لي هناك فرق بين محاولة اقناع الطرف الآخر وبين عدم تقبل أن ينتهي الحوار بعدم اقتناعه فالأول أعتبره جزء مهم من اي نقاش والثاني مشكلة يجب تجنبها.
صحيح إسلام كم من نقاشات انتهت دون اتفاق، وكل طرف تمسك برأيه دون تغيير، لذا برأيي الهدف هو نقاش الفكرة بكل أبعادها ومن كافة الزوايا بإسقاطات عملية توضح المعنى والاستدلال بالحجج إن كان ممكنا وهدف النقاش يختلف باختلاف فكرة النقاش نفسها، فأحيانا يكون الهدف هو دحض الفكرة المطروحة أو إثباتها، واحيانا النقاش يكون هدفه الوصول لأفضل الحلول، لذا سير النقاش يكون وفقا للهدف من المساهمة من البداية.
النقاش الذي يحث على التفكير وزيادة الفهم مهم، لكن قد هناك حالات تستدعي فيها ضرورة التوصل إلى حل وسط لتحقيق التقدم أو حل الخلافات بشكل أفضل، مثال للتوضيح؛ النقاش حول كيفية توجيه ميزانية مشروع بين فريقين في الشركة، حيث يريد الفريق تخصيص ميزانية كبيرة للتسويق لانه أولى بذلك، بينما يريد الفريق الثاني تخصيصها لتطوير المنتج، يمكن لنقاش يشجع على التفكير والفهم المتعمق أن يساعد الفريقين على فهم جوانب مختلفة من الوضع، مثل احتياجات السوق وأهمية تطوير المنتج، لكن يجب أن يصل النقاش إلى نقط التوصل إلى حل وسط، كغلبة رأي على الأخر أو تخصيص جزء من الميزانية لكل جانب بحيث يتم تحقيق التوازن بين التسويق وتطوير المنتج، مما يضمن استفادة الشركة من كلا الجوانب.
يجب أن يكون هدف المناقشة هو تبادل الآراء والمعلومات والوصول إلى فهم مشترك أو حلول مبتكرة
نقطة مهمة جدًا وفاء، لأننا لا يجب أن نتفق دائمًا، أو حتى نصل لنقطة تفاهم، لأننا في بعض الموضوعات الحساسة بالتأكيد سيكون هناك تناقض جذري بين أطراف الحديث، وهذا دور النقاش الموضوعي، أن يطرح كل شخص رأيه ونتشارك جميعنا في فهم الدوافع الشخصية لهذا الرأي من خلال مشاركة التجارب، وهنا نصل لمفهوم تقبّل الآخر بشكل حقيقي وليس كليشيهات محفوظة نرددها دون هدف.
المشكلة أن هناك البعض مريض بالتصعيد وفرض الآراء حتى لو أن الأمر لا يستحق، والمشكلة مرة أخرى أنني لست من النوع الذي ينسحب من أي مواجهة، لكن لماذا دائما يلزم التعامل مع النقاش على أنه نوع من المواجهة؟ أحيانا ذلك يصلح، وكثيرا لا يصلح.
المشكلة أن هناك البعض مريض بالتصعيد وفرض الآراء حتى لو أن الأمر لا يستحق،
النقاش الناجح والمثري للطرفين يختلف عن الجدل العقيم، لذا يجب أن نحدد أولًا الأشخاص الذين يصلحون لاستثمار أوقاتنا معهم في نقاش ما، فهناك كثيرون يحتجون بعنف أو يصعدون الأمور كما تقول ويوجهونها نحو منحى شخصي، هؤلاء المناقشة معهم مضيعة للوقت والجهد.
من ضمن النقاط التي أبحث عنها هي إدارة النقاش نفسه حيث تكون الآراء موضوعية وواضحة بدون تشعب لأن العديد من النقاشات تكون جيدة ولكن بسبب التشعب والدخول في تفاصيل ليس لها صلة بالموضوع الأساسي يفقد النقاش أهميته أو يجعلنا نذهب إلى مسار مختلف بعيد عن النقاش الأساسي، فإدارة النقاش سواء من صاحب النقاش نفسه أو من المناقشين معه مهم لإثراء النقاش وتبادل المعرفة. فمثلا لو كان النقاش يدور حول العمل الحر والنصائح التي يجب أن نعطيها لبعضنا البعض، فنجد بعض المقارنات بين الوظيفة والعمل الحر بعد عدة تعليقات وأراء وهذا يفقد المناقشة هدفها الرئيسي لأنها تشعبت بغير قصد وسيتم التحدث عن الوظيفة أو مقارنتها بالعمل الحر، ولكن بالإدارة الجيدة للنقاش يمكن لصاحب النقاش أن يصحح المسار ثانية لتكون فائدة النقاش مركزة أكبر على النقطة الأساسية.
لكن التشعب هذا طبيعة من طبيعة النقاشات العادية، لأننا في النهاية لا ندخل في مناظرات حول مواضيع محددة بشكل صارم هنا لكن نناقش المواضيع وتأثيراتها على غيرها من الأمور ثم نناقش هذه الامور الأخرى وهكذا، وهذا من باب اثراء الحوار ولا مشكلة فيه من رأي.
التشعب ما دام في إطار الموضوع الرئيسي ولكن يجب إدارة هذا التشعب والعودة ثانية لمحور النقاش الأساسي وهذا نراه مثلا في اللقاءات مع خبراء في شيء ما ويتم الاتصال بهم أو استضافتهم للتحدث عن محور النقاش الأساسي ولو حدث تشعب بعيد عن الموضوع الرئيسي نجد المحاور الجيد يصحح مسار المناقشة للعودة، وهذا يجعل النقاش مركز على نقطة بعينها للحصول على أكبر فائدة ممكنة بدلا من التشعب لأنه قد يقودنا أحيانا إلى البعد عن الهدف وبالتالي لن تنتهي المناقشة فكل نقطة تقودنا إلى نقطة أخرى وهكذا.
فنجد بعض المقارنات بين الوظيفة والعمل الحر بعد عدة تعليقات
لأكون واقعية معك هذا تشعب في محله وبديهي جدًا، وفي الأغلب هو السؤال الذي يشغل بال أي شخص يريد الدخول لمجال العمل الحر، لذا نقطة التشعب هنا في التعليقات ومشاركة الخبرات والتجارب السابقة للمساهمين هي أفضل أسلوب حواري لهذا النقاش، وربما تكون نقطة الإدارة هنا متمثلة في مناقشة كل جزء على حدى، مثلًا: مشكلات التأمين الطبي والاجتماعي، وجود مسؤوليات والتزامات عائلية، ترك الوظيفة بشكل كامل والتفرغ للعمل الحر، مميزات ومساوئ كلًا منهما، هذه النقاط يمكن إدارتها من قبلك مثلًا لو أنك من بدأت هذا الحديث، فعندما أرى أنا كشخص مشارك في المنصة، حوار كامل ومناظرة عن الفرق بين العمل الحر والوظيفي سأجد فيه كل إجابات أسئلتي وبالعكس سأحب أن اشارك بالحوار في هذا النقاش.
فعندما أرى أنا كشخص مشارك في المنصة، حوار كامل ومناظرة عن الفرق بين العمل الحر والوظيفي سأجد فيه كل إجابات أسئلتي وبالعكس سأحب أن اشارك بالحوار في هذا النقاش.
هل رأيتي ما حدث هنا لمجرد فتح المجال للتحدث عن الوظيفة ضمن نقاش خاص ومحدد من البداية بالعمل الحر؟ هو أن الشخص وجد نفسه في مناظرة بين الفرق بين العمل الحر والوظيفة على الرغم من أن المناقشة الرئيسية هي النصائح التي تخص العمل الحر، يمكن التطرق إلى التأمين الخاص بالعمل الحر ولكن دون التطرق إلى التأمين في الوظيفة وأيضا ترك الوظيفة والتفرغ للعمل الحر هذا يقودنا إلى ترك النصيحة الخاصة بالعمل الحر مثل أي المواقع أفضل وأي الطريق أسلك وكيف أقدم عروضي وكيف أتعامل مع صاحب العمل وكيف أضمن أموالي، هذه الأشياء التي تكون متعلقة بالعمل الحر ولو فتحنا المجال لمقارنة كل جزئية بالوظيفة فبالتالي هنا ابتعدنا عن الهدف الرئيسي، لهذا إدارة النقاش كفيلة بجعل النقاش مثمر أو يتفرع إلى ما لا نهاية.
ما تقوله سليم جدًا، ولكن لو أنا شخص مبتدئ تمامًا ورأيت هذه المناقشة وأردت أن أفهم التفاصيل الخاصة بالأمر لأقارنها بعملي الوظيفي حتى أكوّن فكرة تحليلية عما أريده، أليس من المنطقي أن أناقش ذلك مع من يتحدث عن العمل الحر في العموم وخصوصًا أنني ربما لا أدرك الأسلوب الخاص بإدارة النقاش في هذا الحوار، لذا فكرة فتح مجال النقاش في العموم لتجاذب الآراء من مختلف مستويات الخبرات يفيد الجميع المساهمين، هل وضحت لك فكرتي؟
من المفترض لو أني شخص مبتدأ وقتها سأبحث عن مقارنة الوظيفة بالعمل الحر، والتي بالـتأكيد سيكون لها مواضيع بمحرك البحث بجوجل أو حتى هنا تناقش هذه النقطة بالتحديد، وأتذكر هذا السؤال تحديدا كمقارنة تم نقاشه عدة مرات منذ التحاقي بالمنصة
بالضبط، طالما الموضوع له نقطة محددة يطرح من خلالها وهي نصائح للعمل الحر، فمن المفترض يكون النقاش يدور في فلك هذه النقطة، حتى تأخذ كل نقطة حقها، وإلا يصعب إدارة النقاش، ويقل فائدته نسبة للمحور الأساسي للنقاش، فمثلا بالمناظرة، كل الأراء المؤيدة والمعارضة تصب بالمحور الأساسي لموضوع المناظرة، احيانا تجد أشخاص تتشعب كمغالطة منطقية لإثبات شيء معين، ولكن من لديه معرفة بالمغالطات يتمكن من ضحدها مباشرة، وأشهر ما ألاحظه بالنقاش هنا هي التعميم كالحكم على الكل من خلال الجزء
بالطبع البعد عن التجريح المباشر أمر مهم جدا وهو أمر قد نتعرض له جميعًا في نقاشاتنا وقد نقع فيه ببعض الأحيان لكن لا شك أنه يفسد النقاش تمامًا ويحوله إلى سجال بين شخصين حول أمور ليس لها علاقة بموضوع النقاش من الأساس، لكن المشكلة الأكبر من وجهة نظري هي الحساسية الزائدة وعدم تقبل انتقاد الآخرين لأفكارنا وهذا من أمراض العصر فتجد الكثيرين ممن لا يملكون الحجة يلجؤون لأمور مثل أن النقاش هذا مسيئ لهم وهكذا، وأرى هذا كثيرًا في الغرب فيما يتعلق بالمواضيع المحظورة عندهم مثل ما يصفونه بمعاداة السامية او مواضيع الشذوذ والتحول وما إلى ذلك.
سؤال ممتاز وطرح موفق منكِ نورا.
أمّا عن معايير النقاش الناجح فهي كثيرة وقد أوجز وأصاب الزملاء قبلي، ولكني سأختار "ضرب الأمثلة والإسقاطات والتشبيهات" كأحد أكثر المعايير التي تجعل نقاش واضحًا ومن ثَمَ ناجحًا بدون شك. أنا حين أدخل في نقاش مع أحدهم أميل إلى سؤاله: "مثل ماذا؟" أو "هل يجب ان توضح فكرتك بمثال؟" حينها إمّا أن يتعطل الطرف الآخر فتستنتجين فورًا ضعف حجته، وإما يستطيع أن يأتي لكِ بمثال على فكرته فيصبح هذا موشرًا إلى أن الشخص يعي ما يقوله حقًا ويدرك أبعاده.
من وجهة نظري، المناقشة الناجحة تتطلب عدة عوامل. إليك بعض المعايير التي يمكن أن تساهم في نجاح المناقشة:
- الاستعداد والتحضير: قبل المناقشة، يجب أن يكون لديك فهم جيد للموضوع والمعلومات الأساسية المتعلقة به. قم بالبحث والقراءة لتكون مستعدًا للمناقشة.
- الاحترام والاستماع: استمع بعناية إلى آراء الآخرين واحترم وجهات نظرهم. لا تقاطعهم أثناء الحديث وحاول أن تكون مهتمًا بما يقولون.
- التواصل الواضح: استخدم لغة واضحة ومفهومة. حاول توجيه النقاش نحو النقاط الرئيسية وتجنب الانحراف عن الموضوع.
- الأدلة والمعلومات: قدم أدلة ومعلومات داعمة لآرائك. استند إلى أبحاث وحقائق قبل أن تقدم أي ادعاء.
- التفاعل البناء: كن مشاركًا بشكل إيجابي وبناء. اطرح أسئلة واستفسر عن آراء الآخرين بشكل محترم.
- التحكم في العواطف: حاول أن تكون هادئًا ومتحكمًا في عواطفك. تجنب الانفعالات الشديدة أو الهجومية.
- الاستمرارية والمرونة: استمر في المناقشة حتى النهاية ولا تستسلم بسهولة. كن مرنًا ومستعدًا لتغيير وجهة نظرك إذا كانت هناك أدلة تدعم ذلك.
باختصار، المناقشة الناجحة تعتمد على الاستعداد، الاحترام، الوضوح، الأدلة، التفاعل البناء، التحكم في العواطف، والاستمرارية.
الأدلة والمعلومات: قدم أدلة ومعلومات داعمة لآرائك. استند إلى أبحاث وحقائق قبل أن تقدم أي ادعاء.
أحيانا البعض بالنقاش يطرح تجارب الآخرين والقصص كدليل على صحة ما يقول، ويستند للدليل الاجتماعي في فرضية أن ما يتفق عليه الأغلبية يكون صحيح، فبرأيك أين ومتى اعتمد على الدليل الاجتماعي والأبحاث والحقائق كدليل؟ بمعنى كيف استند لهما بطريقة صحيحة بالنقاش؟
أهم نقطة هي القدرة على خلق نقاش موجه ناحية الموضوع نفسه لا الشخص (الموضوعية)، بمعنى أننا نتناقش في كل الحيثيات بصراحة واستخدام فكرة الانحياز أو الحياد حسب وجهة النظر المطروحة، وفي رأيي هذا يعني أننا لو تحدثنا مثلًا عن موضوع علمي، أقول أنه ممتاز لو وجدت الآتي:
1- تناقض في وجهات النظر مدعومة ببعض النظريات والأبحاث، لأن ذلك سيشجع الأطراف المشاركة على البحث ومشاركة آرائهم.
2- طرح التفاصيل كلًا على حدى حتى لا يحدث تشتيت، وهذا يعطي حتى فرصة أكبر للطرف الآخر أن يتوسع معك في نفس النقطة ومن ثم ننتقل لنقطة أخرى ونستمر بنقاش فعال بيننا.
3- بالنسبة لي، استمتع لو خرجت من نقاش بمعلومات جديدة والنظر إليها من خلال رأي آخر مختلف عن رآيي، لأن هذا يساعدني على فهم تحيزاتي لآراء محددة بشكل مختلف.
4- أخيرًا وهي نقطة بديهية، ولكن توافر الاحترام بين جميع أطراف الحديث مهما احتدم النقاش.
ولكن ماذا لو أفتقر الشخص لإسلوب الحديث وطريقة التقديم، مع العلم بإمتلاكة الحجج والبراهين ولكن يفتقر للمواجهة، بالتأكيد النقاش سيظلمة تماما بل ليس من المستبعد أن يكون الحصان الخاسر هنا، حدث سابقا مع صديق لي في نقاش خاص في أحد الأمور الحياتية وكان الطرف الأخر له من القدرة على تقديم العبارات الرنانه وإسلوب الخطابة الجذاب مع العلم بأن من يركز في كلامة يجده يهذي ولكن من الخارج يعتبر خطيبا بارعا، ليس كل شخص قادر على إثبات وجهة نظرة إسلوب التقديم له بالغ الأثر وكما نقول بالعامة ( ياكله في الكلام )
التعليقات